الحياة برس - وفق علماء النفس والخبراء الحب يستمر لـ٣ سنوات فقط بعد الزواج ثم يدخل مرحلة البرودة فالفراغ.
صحيح أن هذا لا يعني أن الزواج ينتهي، ولكن المشاعر تتبدل وتتغير. الخبراء يشبهون الأمر ببطارية تفرغ، ولا يمكن إعادة شحنها إذ إن كيمياء الدماغ يمكنها توليد شحنات حب وطاقة لثلاث سنوات فقط.
في دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام ٢٠٠٧ تم التوصل إلى النتيجة نفسها، وإنما من دون تحديد مدة زمنية لأن الدراسة لم تدخل هذا العامل بالحسبان.
العنوان العريض كان دراسة تأثير الزواج على الحب وغالبية المشاركين، الذين تزوجوا عن حب، أكدوا أن الزواج إما انتهى بالطلاق أو تحول إلى علاقة روتينية بلا حب.
خبراء علم النفس ينصحون اعتماد المقاربات التالية لاستعادة الحب الذي يريده كل شخص.. فصحيح أن مفهوم الحب مشترك وعام ولكن المشاعر وحدتها مختلفة كذلك نوعيتها.. فكل شخص يريد نوعاً مختلفاً منه. فكيف تحصل على الحب الذي تريده؟
  • إعادة بناء توزان الحب  
الملل، الإحباط والجرعات اليومية من الاستفزازات يمكنها أن تقتل أي مشاعر لذلك ابدأ بالتركيز على الأفعال والأقوال الإيجابية، وتذكر أن أي تصرف سلبي يتطلب على الأقل ٢٠ تصرفاً إيجابياً كي يزيله.  
بطبيعة الحال لا أحد يملك الوقت ولا الصبر للقيام بكل هذا، لذلك اجعل الأفعال الإيجابية من الأولويات. ابدأ بالأمور البسيطة، كالمديح والشكر والثناء لاحقاً انطلق إلى الأفعال وستجد أن ذلك سيصبح عادة يومية.
بطبيعة الحال الإيجابية لن تزيل السلبية بشكل كلي، فلا يوجد أي ثنائي لا يتشاجر مع بعضه البعض، ولكن مخزون المشاعر السلبية سيكون أقل.
  • اللمسات غير الجنسية  
اللمسات تساعد الجسم على إفراز هرمون السعادة الأندروفين للطرفين..أي الذي يبادر للمس وللذي يتم لمسه. التفاصيل البسيطة مثل الإمساك بيدها أو تقبيلها على خدها أو جبينها أو احتضانها يمكنها أن تترككما بحالة من السعادة.
اللمسات هذه هامة لأنها تقوي الروابط وبالتالي تضاعف المشاعر الإيجابية ما يعني أن تجاوز المواقف السلبية سيكون أسهل على الطرفين.
  • معاً بمواجهة العالم الخارجي 
لا بد أنك سمعت هذه الجملة المستهلكة في الأفلام مئات المرات «أنا وأنت بمواجهة العالم».. وهي في الواقع مثالية لاستعادة الحب. فأنتما جبهة واحدة بمواجهة كل ما يصادفكما، وهذا يعني أن هناك ثقة وإيماناً بقدرات الآخر على المواجهة وحسم القرارات، والأهم أنه لا مكان للتشكيك.
حين تتحولان إلى فريق واحد يحافظ على أسرار بعضه البعض ويحمي الآخر، ويوفر له بيئة تتضمن الدعم المطلق فإن ذلك يعيد مشاعر الطمأنينة والأمان والألفة وهي تذكر كل طرف بالأسباب التي جعلته يقع في حب الآخر.
  • ٣٠ دقيقة خاصة بكما يومياً 
نصف ساعة من التواصل المباشر من دون هواتف أو تذمر أولادكما أو أي من الملهيات.
البداية ستكون صعبة وغريبة؛ لأنكما ستكتشفان أنكما لا تملكان ما تتحدثان عنه في حال لم يكن الأمر يتعلق بالمنزل أو الأولاد أو العمل أو المال.
ستدركان أنكما لم تعودا تملكان الأمور المشتركة التي تمكنكما من القيام بحديث عابر لـ٣٠ دقيقة فقط عنكما كشخصين وليس كزوجين.
ولا بأس بذلك، الإدراك هذا من شأنه أن يحفزكما للعثور على أمور مشتركة جديدة وهي بغض النظر عن نوعيتها خطوة إيجابية للغاية.
  • تذكر.. لا أحد مثالي 
لوم الآخرين من الأمور المغرية والسهلة فهي تخدر مشاعرنا وتجعلنا نشعر بشكل أفضل حيال أنفسنا. لومها على كل شيء غير منطقي.. نعم هي ليست مثالية.. ولكنك أنت أيضاً لست بمثالياً.
محاولة تعديل شخصية الآخر أسرع طريقة لا لقتل الحب فحسب بل للطلاق.. والنتيجة هي أن لا أحد يتغير.. ولا أحد يتحمل المسؤولية ولا أحد يجد السعادة في هذا الزواج.
ما يمكننا فعله هو تغيير أنفسنا لا الآخرين ، لذلك ابدأ بنفسك وتحمل مسؤولية ما عليك تحمل مسؤوليته.. هكذا ستجد أن منسوب المشاعر الإيجابية سيرتفع كما أنها في مرحلة ما ستتعلم منك أن تعترف وتتحمل المسؤولية حين تكون هي الطرف الملوم.
  • التوقيت والمكان المناسب للمواجهة ..بعدل 
المشكلة لا تكمن في المواجهات والمشاجرات بل بآلية التعامل معها ومع المرحلة التي تليها. بداية لا تدخل في أي مشاجرة حين تكون جائعاً أو منهكاً؛ لأن مزاجك سيئ أصلاً كما أن تحكمك بردات أفعالك في حده الأدنى.
حين تتشاجر معها لا تستخدم أقوالها ضدها ..تأثير الكلمات خلال المشاجرات يكون مضاعفاً لذلك توخَّ الحذر. نعم ندرك أنه أحياناً يصعب عليك التحكم بأعصابك خصوصاً وإن كانت تستفزك ولكن السيطرة على الذات ممكنة وهي وبعد فترة من الممارسة والتدريب تصبح أسهل.
  • استمع أكثر مما تتكلم  
أقوى وأفضل مقاربة لاستعادة الحب هي من خلال الصمت والاستماع. حتى ولو كان ما تقوله يندرج تحت خانة الإهانات أو التجريح لا تتكلم، فقط استمع، لا تتعامل مع الأمر وكأنها إهانة لك كرجل بل اعتبرها صرخة امرأة تحتاج لمن يستمع إليها وللتعبير عن المشاعر التي تختزنها.
في أي موقف وبغض النظر عن نوعية المحادثات استمع لكل ما تقوله ثم تكلم. لن تصدق التأثير الإيجابي لهذا الأمر على حياتك الزوجية.
  • كن كما تريدها أن تكون 
مسار زواجك يرتبط بما أنت عليه، فإن كنت تعيساً ستكون هي كذلك وبالتالي حياتك الزوجية ستكون تعيسة والعكس صحيح.
لا يمكنك أن تكون كشخص تعيس وتطالبها بحياة زوجية سعيدة، فهذا مستحيل نظرياً وعملياً.
تريدها سعيدة، كن كذلك أولاً. ابحث عما يمنحك السعادة وأعد اكتشاف ذاتك وتصالح معها وحين تجدها ستجد أنها ستمتد لتطال كل جوانب حياتك.

calendar_month28/05/2018 04:43 am