استخدمت الدراسة بيانات الجينوم من سكان أفريقيا المعاصرين للكشف عن العملية التي ربما حدثت فيها نشوء الإنسان المعاصر. وأظهرت النتائج أن عدة مجموعات من أسلاف البشر في أفريقيا ساهمت في ظهور الجنس البشري المعاصر، حيث هاجرت هذه المجموعات من منطقة إلى أخرى وتداخلت مع بعضها على مدى مئات الآلاف من السنين.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن جميع البشر الحاليين يمكن تتبع جذورهم إلى مجموعتين سكانيتين عاشتا في أفريقيا قبل مليون عام تقريبًا. وبالتالي، لم تدعم النتائج فرضية الظهور في منطقة واحدة فقط في أفريقيا، ولم تدعم أيضًا فرضية الاختلاط مع أنواع غير معروفة وثيقة الصلة بالبشر داخل القارة.
وفي ضوء ندرة رفات الأجداد، استخدم الباحثون بيانات الجينوم من أفراد حيين لاستخلاص معلومات حول الماضي. تم فحص بيانات وراثية من 290 شخصًا ينتمون إلى أربعة شعوب أفريقية متنوعة جغرافيا ووراثيا، مما ساهم في تحديد التشابهات والاختلافات بين المجموعات وتحديد الروابط الوراثية على مدى آلاف الأعوام.
تشمل الشعوب المدروسة 85 شخصًا من مجموعة ميندي في سيراليون، و44 شخصًا من مجموعة ناما خوي-سان في جنوب أفريقيا، و46 شخصًا من جماعتي أمهرة وأورومو في إثيوبيا، و23 شخصًا من مجموعة جوموز في إثيوبيا أيضًا. تم أيضًا فحص بيانات وراثية من 91 شخصًا أوروبيًا لتقييم تأثير الفترة ما بعد الاستعمار، بالإضافة إلى بيانات من الإنسان النياندرتالي الذي كان موجودًا في أوروبا قبل حوالي 40 ألف عام.
وأشار الباحثون إلى أن قلة السجل العظمي في الفترات التي يعود تاريخها إلى ظهور الإنسان المعاصر يجعل من الصعب استخلاص معلومات محددة. لذا، يعتبر تحليل البيانات الجينومية من السكان الحاليين وسيلة قوية لفهم تطور البشرية وانتشارها على مر العصور.