جمهورية بوروندي .. الأكثر كثافة سكانية في العالم والأقل دخلاً

شهدت شعوب التوا والهوتو والتوتسي وجودًا في بوروندي لمدة تزيد عن 500 عام. ولمدة أكثر من 200 عام، كانت بوروندي مملكة مستقلة حتى أصبحت مستعمرة ألمانية في بداية القرن العشرين. بعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة ألمانيا، أُدرجت تحت الانتداب البلجيكي من قبل عصبة الأمم. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت تحت ولاية الأمم المتحدة كإقليم مستعمرة مشترك بين بوروندي ورواندا المعروف بـ"رواندا أوروندي". ومع ذلك، فإن بوروندي ورواندا لم تكن تحت حكم مشترك قبل استعمار أوروبا لأفريقيا.

حصلت بوروندي على استقلالها في عام 1962 وكانت تحت نظام ملكي في البداية، ولكن تعرضت لسلسلة من الاغتيالات والانقلابات والاضطرابات العامة وعدم الاستقرار الإقليمي، مما أدى في النهاية إلى إقامة جمهورية الحزب الواحد في عام 1966. تعرضت بوروندي لحالات تطهير عرقي وحروب أهلية وإبادة جماعية في السبعينيات وم

رة أخرى في التسعينيات، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وترك اقتصاد البلاد غير متطورًا والسكان من بين أفقر سكان العالم. شهدت عام 2015 صراعًا سياسيًا واسع النطاق بسبب ترشح الرئيس بيير نكورونزيزا لفترة رئاسية ثالثة، وفشلت محاولة الانقلاب. كانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية موضع انتقاد واسع من قبل أعضاء المجتمع الدولي.

تعتبر بوروندي جمهورية ديمقراطية تمثيلية رئاسية، حيث يكون الرئيس رأس الدولة ورئيس الحكومة. يوجد حاليًا 21 حزبًا مسجلًا في بوروندي. في مارس 1992، أُقر دستور بواسطة زعيم الانقلاب التوتسي بيير بويويا، والذي أعطى البلاد نظامًا سياسيًا متعدد الأحزاب وتنافسي. وبعد ست سنوات، تم تعديل الدستور في يونيو 1998 لزيادة عدد مقاعد الجمعية الوطنية وتحديد فترات ولاية الرئيس. في عام 2000، تشكلت حكومة انتقالية في بوروندي نتيجة لاتفاقية أروشا. في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أعلنت بوروندي نيتها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.

تعتبر بوروندي مجتمعًا أساسًا ريفيًا، حيث يعيش فقط 13.4% من السكان في المناطق الحضرية في عام 2019. وتصل الكثافة السكانية إلى حوالي 315 شخصًا لكل كيلومتر مربع، مما يجعلها ثاني أعلى كثافة سكانية في إفريقيا جنوب الصحراء. يشكل الهوتو حوالي 85% من السكان، والتوتسي 15%، وي

شكل الأصليون التوا أقل من 1% من السكان. اللغات الرسمية في بوروندي هي الكيروندية والفرنسية والإنجليزية، وتُعترف الكيروندية رسميًا بوصفها اللغة الوطنية الوحيدة.

تُستخدم أراضي بوروندي، التي تعتبر واحدة من أصغر الدول في إفريقيا، بشكل رئيسي للزراعة المعيشية والرعي، مما أدى إلى انخفاض مستوى الغابات وتدهور التربة وتلف البيئة. ومنذ عام 2005، تم إزالة الغابات في البلاد بشكل شبه كامل، وتغطي الأشجار أقل من 6% من المساحة الأرضية، وتعتبر أكثر من نصف هذه الأراضي مزارع تجارية.

بوروندي هي أفقر دولة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، حيث بلغت 272 دولارًا في عام 2022. كما تواجه البلاد تحديات مثل انتشار الفقر والفساد وعدم الاستقرار والاستبداد ومعدلات الأمية المرتفعة.

تتميز بوروندي أيضًا بكثافة سكانية عالية، حيث يهاجر العديد من الشباب بحثًا عن فرص عمل في أماكن أخرى. وفقًا لتقرير السعادة العالمي لعام 2018، تم تصنيف بوروندي كأقل دولة سعيدة في العالم بترتيب 156. وهي عضو في الاتحاد الأفريقي والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا والأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز.