الحياة برس - مصطفى كمال أتاتورك، المعروف بأبو الأتراك، هو الرئيس الأول للجمهورية التركية (1923-1938) وقائد الحركة التركية الوطنية والقائد العام للجيش التركي خلال حرب الاستقلال التركية. ولد في 19 مايو 1881 وتوفي في 10 نوفمبر 1938.

كان أتاتورك قائدًا عسكريًا في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. وبعد نهاية الحرب، قاد ثورة وطنية ضد حكومة الإمبراطورية العثمانية القانونية في القسطنطينية وقوات الحلفاء. حقق النصر في حربه ضد القسطنطينية والقوات الحلفاء، وأسس بعدها جمهورية تركيا.

عمل أتاتورك على تحديث الدولة التركية والتوجه نحو الغرب، متبعًا نهجًا يشبه الذي تبنته السلالة العثمانية ورجال الدولة العثمانية. قام بإنشاء دولة قومية تركية علمانية، وكان علمانيًا وقوميًا، وأصبحت سياسته ونظرياته معروفة باسم "الكمالية". 
سعى جاهدًا لجعل تركيا، التي كانت دولة زراعية فقيرة، تصبح مثل الدول الغربية المتقدمة. تمحورت سياسته الداخلية حول القومية الاجتماعية والاقتصادية. 
وقد ألهم العديد من القادة العرب والإسلاميين مثل أمان الله خان ورضا بهلوي وأدولف هتلر والحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر وأحمد سوكارنو ومحمد علي جناح.

قام أتاتورك بكتابة العديد من الكتب حول الاستراتيجية العسكرية والتعليم والتدريب العسكري والسياسة والتربية المدنية والهندسة الرياضية.

 حافظ على مذكرات تضم ذكرياته خلال فتراته في جاليبولي والقوقاز وكارلسباد. نشر صحيفة مع رفاقه وكتب أعمدة. تم تجميع جميع كتاباته خلال مسيرته العسكرية والسياسية في مجموعة تتألف من 30 مجلدًا من الأعمال المجمعة. كان مهتمًا أيضًا بتاريخ تركيا واللغة التركية وعلم الآثار والفلسفة السياسية وفلسفة الدين وتاريخ الأديان، ولديه كتب حول هذه الدراسات في مكتبته الشخصية.

يعود لأتاتورك لقب "أبو الأتراك" نظرًا للتأثير الواضح الذي تركه كقائد عسكري خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، وكقائد سياسي في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

وفاة اتاتورك

بدأت الحالة الصحية لمؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول، أتاتورك، في التدهور منذ عام 1937. وبعد عام واحد، تم تشخيص إصابته بتشمع الكبد. تم استدعاء أطباء من أوروبا للعلاج، ولكن الأدوية التي تلقاها سواء من الأطباء الترك أو الأجانب لم تحقق نتائج إيجابية.
توفي أتاتورك في قصر طولمة باغجة في إسطنبول في الساعة التاسعة والخمس دقائق صباحًا يوم الأربعاء، العاشر من نوفمبر عام 1938. أقيمت جنازته وتم نقل جثمانه إلى أنقرة في موكب مهيب ودفن في مقبرة المتحف الوطني بأنقرة بمراسم رسمية في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938. وبعد خمسة عشر عامًا، في العاشر من نوفمبر عام 1953، تم دفنه في المقبرة الخالدة آنيت كابير، التي تم بناؤها خصيصًا له.

معارك قادها مصطفى أتاتورك

  • مصطفى كمال أتاتورك شارك في العديد من المعارك والحملات العسكرية خلال مسيرته العسكرية والسياسية. إليك بعض المعارك الرئيسية التي شارك فيها:
1. معركة غاليبولي (1915): قاد أتاتورك الجيش العثماني في معركة غاليبولي خلال الحرب العالمية الأولى. تمكنت القوات التركية بقيادته من صد الهجمات البريطانية والفرنسية والأسترالية والنيوزيلندية على شبه جزيرة غاليبولي في شمال غرب تركيا. وقد أعطت هذه المعركة قوة رمزية لأتاتورك وساهمت في تعزيز مكانته كقائد عسكري.
2. معركة السكري (1918): تعتبر معركة السكري أحد أبرز المعارك التي خاضها أتاتورك خلال حرب الاستقلال التركية. قاد قوات الجيش التركي في هذه المعركة ضد القوات اليونانية التي حاولت التوغل في الأراضي التركية. نجح أتاتورك في صد الهجوم اليوناني وتحقيق انتصار استراتيجي مهم، مما ساهم في تعزيز الصورة القوية للحركة الوطنية التركية.
3. معركة دومبويتشا (1922): شارك أتاتورك في هذه المعركة الهامة ضمن حملة أنطاكيا الثانية خلال حرب الاستقلال التركية. نجح في قيادة قواته للفوز على القوات اليونانية وطردها من الأراضي التركية. تعتبر هذه المعركة أحد الأحداث المحورية التي أدت إلى استعادة السيطرة التركية على الأراضي التي كانت تحت الاحتلال اليوناني.
4. معركة ساكاريا (1921): كانت معركة ساكاريا أحد المعارك الهامة خلال حرب الاستقلال التركية. قاد أتاتورك قواته في هذه المعركة ضد القوات اليونانية، وتمكن من تحقيق انتصار كبير. هذا الفوز أعطى دفعة قوية للحركة الوطنية التركية وساهم في تحقيق الاستقلال.

حقيقة العداء بين مصطفى أتاتورك والدين الاسلامي

من المهم أن نفهم أن العلاقة بين مصطفى كمال أتاتورك والدين الإسلامي كانت معقدة ومتنوعة، حيث كان أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة وشغل منصب رئيس البلاد، وكان يتبنى مبدأ العلمانية كأساس للدولة التركية الجديدة.
في فترة توليه للحكم، اتخذ أتاتورك عدة إجراءات للتحرر من التأثير الديني السائد في المجتمع التركي وتحقيق العلمانية. قام بإجراء إصلاحات شاملة في مجالات التعليم والقانون والحكم، وألغى الخلافة الإسلامية في عام 1924، وأعلن عن قانون الأحوال الشخصية الذي استند إلى المبادئ العلمانية وتجريد الشريعة الإسلامية من سلطتها على المسائل القانونية.
كما قام أيضًا بتطبيق سياسات لجعل الدولة والمجتمع يتحولان إلى نمط حياة علماني يركز على الحداثة والعلم والتقدم التكنولوجي. قام بتنفيذ إصلاحات في النظام التعليمي لتعزيز التعليم العلماني وتقليل التأثير الديني في المدارس والجامعات.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن أتاتورك لم يكن عدوًا للإسلام بشكل عام، قد أعرب عن احترامه للدين الإسلامي كجزء من التراث التركي وثقافته، وأكد على حرية العبادة الشخصية وحق الأفراد في ممارسة ديانتهم بحرية. أتاتورك كان يروج لفكرة التوازن بين الدين والدولة وتعزيز مفهوم الدولة المدنية.
من الناحية العملية، على الرغم من الجهود التي بذلها أتاتورك لتحقيق العلمانية، إلا أن التأثير الديني في المجتمع التركي لا يزال قائمًا. وبعد وفاته، استمرت الديناميكيات بتشكيل العلاقة بين الدين والدولة في تركيا وتطورت على مر السنين.
لذلك، يمكننا أن نقول إن العلاقة بين مصطفى كمال أتاتورك والدين الإسلامي كانت معقدة ومتنوعة، حيث كان يسعى لتحقيق العلمانية وتحرير الدولة من التأثير الديني، وفي الوقت نفسه يحترم التراث الثقافي والديني للشعب التركي.
calendar_month04/06/2023 11:21 am