الحياة برس - انهار سد نوفا كاخوفكا الواقع في منطقة خيرسون، التي تسيطر عليها روسيا جزئيًا، مما يثير المخاوف من الآثار التدميرية على المناطق المجاورة على يمين نهر دنيبرو، ترتبط أيضًا هذه الحادثة بتساؤلات حول تأثيرها على المعادلات العسكرية في الحرب الأوكرانية.

يحتل السد أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يقع على نهر دنيبرو ويتخذ جانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية. يحتجز السد 18 مليون متر مكعب من المياه ويمتد بطول 3.2 كيلومتر ويصل ارتفاعه إلى 30 مترًا. تم بناء السد في عام 1956 ويشكل بحيرة بحجم مماثل لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. يُعتبر سد كاخوفكا نقطة ضعف رئيسية في خيرسون، وتدميره سيكون كارثيًا وقد يؤدي إلى تعطيل نظام الري في جنوب أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تخضع للسيطرة الروسية.

بعد انتشار الخبر، تبادلت كلًا من روسيا وأوكرانيا الاتهامات حول الجهة التي تقف وراء الحادثة. ومع ذلك، لا تزال الحقيقة حول ما إذا كان السد قد تعرض لتفجير مباشر أم تعرض للقصف خلال فترة الحرب الأوكرانية غير واضحة تمامًا. أفادت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية أن القوات الروسية فجرت السد وتجري عمليات تقييم الأضرار وتقدير كميات المياه والمناطق المحتملة للغرق. بينما قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو أن الجزء العلوي من السد تضرر نتيجة القصف. وصف مسؤول روسي الحادث بأنه "هجوم إرهابي".

يجب أن نلاحظ أن الاتهامات المتبادلة بشأن تدمير السد ليست جديدة. في أكتوبر من العام الماضي، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالتخطيط لتفجير السد، محذرًا من حدوث كارثة واسعة النطاق. ردًا على ذلك، أشار الجنرال الروسي سيرجي سوروفيكين إلى أن القوات الأوكرانية قد تستخدم "أساليب حرب محظورة" في خيرسون والسد الكهرومائي. يجدر بالذكر أن تدمير سد كاخوفكا سيؤثر بشكل رئيسي على المناطق التي تخضع للسيطرة الروسية، ومع ذلك، ستتأثر أيضًا العديد من المجتمعات التي تخضع للسيطرة الأوكرانية بشدة.

تدور أيضًا تكهنات حول إمكانية حدوث كارثة نووية في محطة زابوريجيا النووية. بينما تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود تهديد مباشر للمحطة بعد انهيار السد، حذرت أوكرانيا من أن الخطر يزداد بسرعة.

بالنسبة للهجوم المضاد المحتمل من أوكرانيا، لا تزال البلاد لم تفصح عن موعد بدء الهجوم. ومع ذلك، ركزت القوات الأوكرانية هجماتها في الساعات الأخيرة على محور جنوب دونيستك. تشير التحليلات إلى أن الهجوم المضاد قد يبدأ جنوبًا من منطقة زابوريجيا باتجاه ميليتوبول ثم إلى الشواطئ الشمالية لبحر آزوف. إذا نجحت هذه الخطة، فسيتم قطع الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وسيتم تشتيت القوات الروسية في جنوب أوكرانيا. وبالتالي، سيتعين على الروس التحول غربًا وتجميع قواتهم في خيرسون.

يصعب تحديد تأثير حادث السد على العملية العسكرية المستقبلية لأوكرانيا بدقة نظرًا لعدم وجود تفاصيل واضحة حول الخطة المقبلة. ومع ذلك، من المؤكد أن الانهيار الجزئي للسد الاستراتيجي سيكون له تبعات سلبية وسيزيد من الخسائر في الحرب التي لا تزال مستمرة.
calendar_month06/06/2023 11:43 am