الحياة برس - عندما حان يوم 6 يونيو/ حزيران 1944، تمكن الحلفاء من تنفيذ عملية إنزال تاريخية على شواطئ نورماندي الفرنسية، وذلك بالاستفادة من تركيز الجيش الألماني في صد التقدم السوفيتي على الجبهة الشرقية. وقد كانت هذه العملية ردًا على طلب جوزيف ستالين، القائد السوفيتي، الذي طالب منذ فترة بفتح جبهة في فرنسا لتخفيف الضغط على الجبهة الشرقية.
قد تم التخطيط لعملية إنزال نورماندي منذ عام 1943، وقد تم تنفيذ عمليات وهمية صغيرة لإرباك القوات الألمانية وتضليلها حول موقع وتوقيت الهجوم الحقيقي.
تعتبر عملية إنزال نورماندي أكبر عملية إنزال بحري في تاريخ البشرية، حيث شارك نحو 6 آلاف ناقلة جنود وحوامة، بدعم من 289 سفينة حربية و277 كاسحة ألغام بحرية، في إنزال قوات الحلفاء على شواطئ نورماندي في اليوم الأول تمكن الحلفاء من إنزال أكثر من 160 ألف جندي، وتزايد هذا العدد في وقت لاحق ليصل إلى 900 ألف جندي.
وفي اليوم الأول للإنزال، تكبدت القوات الحلفاء خسائر تقدر بحوالي 10 آلاف عسكري بين قتيل وجريح، في حين بلغت خسائر الألمان ألف جندي. تمثل عملية إنزال نورماندي يوم 6 يونيو/ حزيران 1944 نجاحًا عسكريًا بارزًا، وقد ساهمت في تحرير فرنسا وهزيمة أدولف هتلر الذي اضطر إلى نقل المزيد من الجنود إلى المنطقة في محاولة لمواجهة الحلفاء وطردهم من نورماندي.
تساهم العديد من العوامل في تفوق الحلفاء في عملية نورماندي. ففي تلك الفترة، لم تتمكن ألمانيا من الانتهاء من بناء دفاعات جدار الأطلسي. ووفقًا لتقارير المارشال إرفين رومل، تمكنت ألمانيا من بناء 18% فقط من الدفاعات المخطط لها في بداية الهجوم. بالإضافة إلى ذلك، كانت السيطرة الجوية في المنطقة بيد الحلفاء، حيث تم تحويل معظم طائرات سلاح الجو الألماني إلى الجبهة الشرقية لمواجهة الجيش الأحمر.
في الأيام التي سبقت الهجوم، كان أدولف هتلر ومقربوه موجودين في منزل البرغهوف في جبال الألب البافارية. وفي الليلة التي سبقت الهجوم، عقد هتلر اجتماعًا مع بعض المسؤولين وناقشوا قضايا ثقافية. وفي حوالي الساعة الثالثة صباحًا، غادر هتلر المكان للاستراحة والنوم.
عندما بدأ الهجوم في صباح يوم 6 يونيو/ حزيران 1944، كان هتلر نائمًا، وخشي المسؤولون من إيقاظه خوفًا من أن يكون الهجوم تمويهًا. وفي الساعة العاشرة صباحًا، حضر وزير التصنيع الحربي ألبرت شبير للحديث مع هتلر، وظل القائد النازي نائمًا حتى وقت متأخر من النهار. عندما استيقظ، علم ببداية الهجوم العسكري للحلفاء على شواطئ نورماندي.
وعلى الرغم من الأوضاع التي تسوء، حافظ هتلر على هدوئه وعبر عن ثقته في تفوق القوات الألمانية في نورماندي على القوات الأميركية والبريطانية.
في محاولة للتصدي للهجوم، طلب الجنرال الألماني غيرد فون رونشتيت إرسال فرقتين مدرعتين من باريس إلى نورماندي. وخلال تأخر الرد الألماني، تم إرسال المزيد من القوات والمدرعات من قبل الحلفاء إلى نورماندي، ونجحوا في تعزيز مواقعهم بعد الإنزال، وحتى وصول الموافقة لارسال الفرق الألمانية كان تدخلها غير مجدي.
عملية نورماندي يوم 6 يونيو/ حزيران 1944 تعتبر نجاحًا عسكريًا هائلا، فقد فتحت الباب أمام تحرير فرنسا وساهمت في هزيمة أدولف هتلر. واضطر هتلر لنقل المزيد من الجنود إلى المنطقة على أمل تنفيذ هجوم مضاد وطرد الحلفاء من نورماندي.
calendar_month06/06/2023 12:31 pm