.png)
الحياة برس - كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، الخميس 08 يونيو 2023، عن النقص الحاد الذي تعاني منه وزارة الصحة الفلسطينية بسبب الأزمة المالية التي تواجهها السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأدوية أصبحت نادرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل خطرًا جديًا على صحة المرضى الفلسطينيين، وخاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ويحتاجون بشكل حرج إلى تلك الأدوية.
وصرح أحد الأطباء العاملين في مركز غسيل الكلى في المستشفى الحكومي في طوباس بالضفة الغربية، بأن هذا النقص أصبح واضحًا للغاية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث يأتي المرضى من مناطق مختلفة بحثًا عن الأدوية المخصصة لعلاج غسيل الكلى، ولا يوجد لديهم وسيلة للحصول عليها. وأشار إلى أن هناك بعض المرضى القادرين على شراء تلك الأدوية، ولكن أغلب السكان ليس لديهم هذه القدرة، وفي بعض المناطق لا تتوفر حتى أدوية السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأوضح مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية لصحيفة "هآرتس"، أن نقص الأدوية في الضفة الغربية يرجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية. أولاً، عدم قدرة السلطة ووزارة الصحة على دفع الموردين بانتظام. ثانيًا، إضراب الصيادلة في المراكز الطبية والمستشفيات بسبب عدم استلامهم رواتبه
م كاملة. وثالثًا، إغلاق "الأونروا" لمراكزها الطبية في مخيمات اللاجئين بسبب نقص الميزانية.
وأضاف المسؤول أن هذا يأتي بالإضافة إلى أن موازنة السلطة الفلسطينية تعتمد بشكل كبير على الأموال التي تجمعها إسرائيل من الضرائب، وهذا الأمر يكاد لا يغطي حتى تكاليف الرواتب، بما في ذلك رواتب وزارة الصحة. ونظرًا لاستمرار إسرائيل في خصم مئات الملايين من الضرائب، فإن السلطة غير قادرة على تمويل موازنة وزارة الصحة.
من جانبها، أفادت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" بأن هناك زيادة كبيرة في عدد المرضى الفلسطينيين الذين يتوجهون إلى العيادة المتنقلة التي تديرها الجمعية في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، وزيادة حادة في الطلب على الأدوية.
وتشير البيانات إلى أن 251 فلسطينيًا من أصل 2500 يعيشون في قرية مادما بنابلس قد توجهوا إلى العيادة المتنقلة يوم السبت الماضي للحصول على العلاج والأدوية، وفي يوم طبي أُقيم في بيتا بنابلس الشهر الماضي، حضر 405 مرضى إلى العيادة، وهو ضعف عدد المرضى الذين كانوا يأتون في الفترات السابقة.
وأكدت الجمعية أنها تلقت طلبات متزايدة من الفرق الطبية الفلسطينية ورؤساء البلديات في الضفة الغربية لتوزيع الأدوية والمعدات الطبية، بما في ذلك أدوية غسيل الكلى والسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها، بسبب النقص الحاد في الأدوية في الأسابيع الأخيرة.
وفي قطاع غزة، أطلقت وزارة الصحة تحذيرات بشأن عواقب نقص الأدوية الخاصة بمرضى الكلى، حيث يوجد حوالي 1200 مريض معرضون لخطر توقف علاجهم بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية.