وويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (الحَجِّ عَرَفَةً).
وبالإضافة إلى ذلك، يُعتبر يوم عرفة فرصة للذكر وموطنًا لإجابة الدعاء. وقد صرح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِنَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِي".
ومن فضل يوم عرفة ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، شعنا غُبْرًا، ضَاحِينَ "أي ظاهرين للشمس"، مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أَشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ"، وأيضًا قال "ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومٍ عَرَفَةً".
إن يوم عرفة يشكل فرصة للمسلمين للتفكر والتوبة والدعاء والاستغفار، ويعد يومًا من الأيام المباركة التي ينتظرها المسلمون في شتى أنحاء العالم. يتجمع الملايين من الحجاج في عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج، وهو الوقوف بعرفة، حيث يتوجهون إلى الله بالدعاء والتضرع والتوبة، طالبين الغفران والرحمة والبركة.
يوم عرفة يُعَدُّ يومًا مهمًا في العبادة والتقرب إلى الله، حيث يتمحور حول الذكر والتوبة والدعاء. إنه يومٌ يشهد فيه المسلمون تجديد العهد مع الله وتوجيه الدعوات الصادقة والابتهالات. يتمنى المسلمون أن ينالوا في هذا اليوم العظيم مغفرة الذنوب والرحمة والعتق من النار، وأن يكون لهم يومًا يحمل لهم الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
وقال صَلَّى الله عَليْهِ وَسَلَّمَ في فضل يوم عرفة: صِيَامُ يَوْمٍ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكفِرَ السَّةَ الَّتِي قَ قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ. ويتأكد في يوم عرفة التحلي بصالح الأخلاق، والبعد عن رذائلها، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ هَذَا يَوْمَ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غَفِرَ لَهُ)، وإلا فما تنفع العبادة إذا ساء الخلق يقول (صلى الله عليه وسلم): (رُبِّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ، وَرُبِّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِنَّا السَّهَرُ.
ومن أعمال الخير في عشر ذي الحجة التقرب إلى الله عز وجل بذبح الأضحية التي سنها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم، إحياء لسنة أبينا إبراهيم | (عليه السلام)، وتحقيقا للتقوى في القلوب، حيث يقول الحق سبحانه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، ويقول سبحانه: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)، ويقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَخْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بمكَانِ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا.