الحياة برس - تلقت دار الإفتاء المصرية استفساراً حول حكم زرع الشعر الطبيعي، وقد قامت بالرد على هذا الاستفسار عبر موقعها الرسمي في إصدار سابق لفتوى. أوضحت الدار في إجابتها أن حب الزينة والاهتمام بالمظهر الجمالي هو أمر طبيعي ومشروع في الإسلام.
استندت الدار في إجابتها إلى حديث نبوي مشهور، وهو حديث الثلاثة الذين استظلوا بالغار، حيث سأل الملك الأقرع أحد الأشخاص عن ماذا يحب، وكان رد الشخص أنه يحب الشعر الجميل. فأعرب الملك عن اقتراف هذا الرغبة ومساعدته في تحقيقه بإزالة شعره القذر ومنحه شعرًا جميلًا.
وجاء في الحديث "وَأَتَى -أي المَلَكُ- الأَقْرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَـعَرٌ حسَـنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا، قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا» أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. ووجه الدلالة: إقرار المَلَك له واستجابته لمطلبه. 
بالنسبة لزرع الشعر، أوضحت الدار أنه يشمل عملية جراحية تجميلية حديثة، حيث يتم أخذ شعر من منطقة ذات نمو قوي وزراعته في المناطق التي تعاني من تساقط الشعر. هذا الشعر يمكن أن يكون من المريض نفسه أو من مصادر أخرى.
وأكدت الدار على أن زرع الشعر يعد إجراءً تجميليًا مشروعًا في الإسلام.

حكم زراعة الشعر

أوضحت الدار الإفتاء مسألة زرع الشعر بشكل شامل، مشيرةً إلى أن الحكم يعتمد على عدة عوامل:
1. زرع الشعر من نفس الشخص المستفيد: إذا تم زرع الشعر من نفس الشخص الذي سيستفيد منه (مثل زرع الشعر في منطقة أخرى من الجسم)، فإن ذلك جائز ومباح. يجوز للإنسان القيام بذلك من أجل مصلحته الشخصية بشرط أن يكون هذا العمل مفيدًا له.
2. زرع الشعر من شخص آخر: إذا تم زرع الشعر من شخص آخر، فهناك اختلاف في الرأي الفقهي حول جوازه. بعض الفقهاء يرون أنه جائز، بينما يعترض آخرون على هذا الرأي. الجواب يعتمد على السياق والظروف المحيطة بهذا العمل.
3. زرع الشعر الصناعي: زرع الشعر المصنوع من ألياف صناعية جائز ولا يُعتبر وصلًا (زرعًا) منهيًا عنه شرعًا، حيث يُعتبر هذا الشعر مادة صناعية تُستخدم لتحسين المظهر.
4. المدى الزمني لنمو الشعر: إذا كان الشعر الزرع مؤقتًا وسيزول بمرور الوقت، فإن حكمه يعتمد على النية والغرض من العمل. إذا كان الهدف هو التدليس أو الغش، مثل استخدامه في الخطبة أو لغرض جنسي محرم، فإنه حرام. وإذا لم يكن هناك غرض غير مشروع ولا نية للغش، فإنه ليس حرامًا.
بالختام، تشير الدار الإفتاء إلى أن حكم زرع الشعر يتوقف على السياق والنية، وفي الغالب يُعتبر جائزًا ما لم يُستخدم لأغراض غير مشروعة.
calendar_month05/09/2023 02:05 pm