يمتلك جيش الاحتلال قوة عسكرية كبيرة وهائلة وكثافة نيران لم يشهد لها مثيل، في المقابل ضربة طوفان الأقصى 7 أكتوبر، أفقدته صوابه وعقله وعينه ودقته الاستخباراتية، لهذا ضرباته عشوائية وحشية تظهره كثور هائج حبس في محل مليء بالفخار يضرب كل مكان يقتل الأطفال والنساء يدمر المنازل على رؤوس ساكنيها يحرق المصانع والمشافي والمدارس، دون إصابات دقيقة ومؤثرة، وان كان هناك اصابات تكون مصادفة وعبر التخمين.

احتاج العدو أكثر من خمسين يوما ليقتل 20 الف مواطن فلسطين جلهم من النساء والاطفال والشيوخ، وقليل جدا من المقاتلين الميدانيين.

أضرت التهدئة بالعملية العسكرية الصهيونية بالاحتلال الإسرائيلي وكسرت دافعيته الهجومية، والزخم السابق، وفي المقابل منحت شعبنا لالتقاط الانفاس ، واستثمار المقاومة لترتيب صفوفها واعداد خططها، واستيعاب خطط العدو ومواجهتها.

وارض الواقع تقول، ما لم يحققه الاحتلال خلال خمسين يوما الأولى لن يحقق بألف يوم أخرى، كتائب القسام رتبت نفسها وفهمت تكتيكات العدو.

واستعدت جيدا، فيما الحملة العسكرية البرية انتكست لأبعد نقطة، وفقدت حيويتها واندفاعتها الأولى، وتشتت وبات الوقت يضيق عليها.

ما لم تحققه إسرائيل في الجولة الأولى من الحرب لن تحققه في الثانية، وتفاقم الخسائر لدى العدو، وقد نشهد تغيرا نوعيا في أداء المقاومة يعجل من حسم المعركة، وتعد حماس العدة من الآن، لما بعد دحر العدو ورفع الحصار وتحرير الأسرى.

نقطة ضعف أهالي غزة الحصار الخانق وإغلاق معبر رفح وعجز المنظومة العربية على إمداد الناس بالماء والعلاج والطعام والدواء، وهذا ما يتكئ عليه العدو، لهذا جاء الوقت لنأخذ دورنا في هذه المهمة الاستراتيجية التي تزيد من صمود أهالي غزة وتمنحه قوة للانتصار والمواصلة.
calendar_month02/12/2023 09:08 pm