.png)
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" وأعده عوفر أديرت، تظهر الوثائق أنه خلال النصف قرن الماضي، قام الاحتلال بتوثيق عملية إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، حيث تم تهجير سكان القرى الفلسطينية المجاورة لهذه المستوطنات عن طريق مزاعم كاذبة مثل اقامة مناطق تدريب للجيش الإسرائيلي. وعندما استمروا الفلسطينيون في الزراعة واستغلال أراضيهم، قام جنود الاحتلال بتدمير محاصيلهم وتخريب أدوات عملهم.
وفي حال عدم نجاح تلك الطرق، لجأ الاحتلال إلى طرق أكثر تطرفًا وقسوة، حيث استخدم طائرات لرش مواد كيميائية سامة على الأرض، تسببت في تلوث الأراضي وتهديد الحيوانات والبشر.
تم كشف هذه التفاصيل بفضل مشروع جديد لمركز "تاوب" في جامعة نيويورك، الذي جمع وصنف المواد التاريخية المتعلقة بمشروع الاستيطان. وبفضل هذا المشروع، تم فتح آلاف الملفات المغلقة في أرشيف الدولة وأرشيفات أخرى، وكشفت عن أحد المشاريع الرئيسية في تاريخ الاحتلال.
وتشير الوثائق إلى أن ملف تسميم أراضي قرية عقربا كان موجودًا في ملفات جيش الاحتلال، وأمر قائد المنطقة الوسطى في ذلك الوقت بمنع زراعة الأراضي وتدمير المحاصيل بالسيارات.
وتشير وثيقة أخرى إلى أن الأشخاص اليهود كانوا ممنوعين من دخول المناطق المتضررة لمدة ثلاثة أيام خشية التسمم، وكان يحظر على الحيوانات الدخول لتلك المناطق لمدة أسبوع.
تم تنفيذ عملية رش الأراضي بواسطة طائرات رش تابعة لشركة "كيما افير"، والتي تمتلكها كيبوتسات وموشافات، بالتنسيق مع الوكالة اليهودية والجيش الإسرائيلي.
وتم حرق مساحة تقدر بحوالي 500 دونم واستيلاء على أراضي السكان. بعد ذلك، تم إقامة مستوطنة دائمة على الأرض المتضررة.
هذه الوثائق تكشف عن جوانب مرعبة من سياسة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين، وتسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها إسرائيل طوال عقود على حساب السكان الأصليين.