.png)
تواصل قوات الأمن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عملها لحماية المخيم واللاجئين على مدى عشرات السنين، للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتثبيت اللاجئين في مخيمهم والتمسك بحق العودة لبلادهم التي هجروا منها في فلسطين.
هذه المهمة الوطنية كلفت حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية الكثير من التضحيات في مواجهة العديد من المؤامرات والبنادق المأجورة التي يتخفى أصحابها خلف عباءة دينية ليخفوا أفعالهم القذرة المعادية للفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
مؤخراً بدأ أصحاب البنادق المأجورة عملية غادرة بحق اللواء أبو أشرف العرموشي قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، برفقة أربعة من مرافقيه في كمين نصب لهم من الإرهابيين المنطويين تحت مسمى "جند الشام"، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة في المخيم أدت لاستشهاد عدد من عناصر حركة فتح، وإصابة العشرات، بالإضافة لمقتل عدد من المسلحين.
في هذا الصدد أجرت الحياة برس لقاءً خاصاً مع سيادة اللواء ماهر شبايطة أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في منطقة صيدا، للحديث بشكل أوسع عن آخر التطورات في المخيم وما ستؤول إليه الأوضاع في ظل وجود العصابات الإجرامية في مناطق محاذية للمخيم.
وقال اللواء شبايطة أن هناك تثبيت لوقف إطلاق النار بعد التوصل لاتفاق مع الأطراف المعنية والذي يشمل أربعة بنود وهي وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة لمتابعة وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق بالأحداث الأخيرة، بالإضافة لاستدعاء وضبط المجرمين الذين نفذوا عملية اغتيال اللواء العرموشي.
مشيراً لعقد اجتماع بالأمس الخميس، لهيئة العمل المشترك للقوى السياسية الفلسطينية واللبنانية في صيدا، وسيكون هناك اجتماع لهيئة العمل المشترك الفلسطيني في صيدا لمتابعة الأوضاع.
ونوه اللواء شبايطة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار ليس من مصلحة القتلة المجرمين لأن هذا سيؤدي في النهاية لتسليم المجرمين، وحول الضمانات لالتزام المتطرفين بالاتفاق أو بتنفيذ نتائج لجنة التحقيق أكد شبايطة لعدم وجود ضمانات لذلك، مضيفاً "لن نستبق الأحداث، حتى تطلب لجنة التحقيق بشكل رسمي تسليم المجرمين، ويجب وضع خطة من قبل الأطراف الفلسطينية واللبنانية لجلبهم للقضاء اللبناني ومحاسبتهم".
ماذا حدث قبل اغتيال اللواء العرموشي
قبل عملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، وقعت عملية إطلاق نار على خلفية "ثأر عائلي" خلال تواجده عند سوق الخضار في وسط المخيم، حسب ما تحدثت مصادر إعلامية حينها، وزعمت المصادر أن مطلق النار أحد عناصر حركة فتح، والمصاب يتبع المنظمات الإرهابية.
وفي هذا السياق تحدث القائد في حركة فتح لما سبق عملية اغتيال الشهيد العرموشي وبعدها، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية في عين الحلوة تعلم جيداً أنها مستهدفة، واللواء العرموشي كان يعلم بأنه هدفاً للجماعات المتطرفة، وأن ما حدث من إطلاق نار قبل عملية اغتياله حدثت من شخص لا علاقة له بحركة فتح، وأنه تم فصله من الأمن الوطني قبل ثلاثة أشهر خلاف قديم وكانت كافة الأطراف السياسة تعلم بهذا الأمر.
وبعد اجتماع للقوى السياسية تم إصدار بيان يشير لتسليم مطلق النار للجهات الأمنية، وبعدها قرر العرموشي النزول لمتابعة الأوضاع ميدانياً، بعد اندلاع اشتباكات بين المتطرفين وذوي صاحب الثأر، نافياً مشاركة حركة فتح في الاشتباكات من بداية الأمر حتى وقوع عملية الغدر واغتيال العرموشي.
وعن كيفية وقوع حادثة الاغتيال، أوضح اللواء ماهر شبايطة للحياة برس، أن الإرهابيين تسللوا لمدرسة بيسان ومدرستي الناقورة والمنطار، وقاموا بإعداد كمين منذ الساعة 12 ليلاً حتى الساعة 12 ظهراً وقوت وصول اللواء العرموشي الذي كان ينوي الوصول لمنطقة حي الصفصاف والعمل على إنهاء الاشتباكات الدائرة.
مضيفاً "لقد دفع العرموشي روحه ودمه ثمناً لحبه لشعبه وسعيه لفرض الأمن وحماية المخيم"، وأن حركة فتح لن تغادر المخيم، وستعمل على محاسبة القتلة المتحصنين في منطقة الطوارئ التي كانت لفترة طويلة ملتزمة بتهدئة لعدم تدخلها بأي خلاف، وتم الغدر من هناك وتواجد بها المتطرفين بهدف تدمير المخيم ومحاولتهم التقدم لمواقع حركة فتح والأمن الوطني، ضمن مخطط لتكرار سيناريو تدمير مخيمي اليرموك ونهر البارد.
وأكد أن حركة "فتح" قدمت في العديد من المواقع من تجمعات عدة لحفظ الأمن ولن تسمح لأن يتحول المخيم الذي جاء له أجدادنا لمخيم مدمر ولن يسمح لأن يكون للإرهابيين.
دور الفصائل الإسلامية - الفلسطينية واللبنانية -
وفي تعليق على ما يتم تداوله من أنباء حول دعم بعض الأطراف الفلسطينية أو اللبنانية للإرهابين ضد حركة "فتح" في المخيم، قال اللواء شبايطة تعقيباً على ذلك، بأن معظم المسلحين هم من تجار المخدرات وعليهم قضايا جنائية.
وأضاف "أن معظم القوى الموجودة ضمن العمل المشترك بما فيها القوى الإسلامية والتي يمثلها الشيخ كمال خطاب أمين سر القوى الإسلامية، تعمل بكل ما لديها لحماية المخيم وانهاء ما يحدث من إشكاليات، أما عن الأطراف الأخرى فلا يوجد لدينا ما يمكن أن نتحدث عنه".
حصيلة ضحايا الاشتباكات
وعن حصيلة ضحايا الاشتباكات وعمليات الغدر قال اللواء شبايطة أن حركة "فتح" قدمت في هذه المعركة سبعة شهداء و20 جريحاً.
في البداية خمسة شهداء بعملية اغتيال العرموشي، وشهيد خلال الاشتباكات، بالإضافة لشهيد بعملية غدر أخرى وقعت في هجوم للمسلحين على موقع أمني فلسطيني بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
أما عن حصيلة القتلى في صفوف الإرهابيين والمجرمين، نفى شبايطة وجود إحصائية رسمية لذلك مشيراً إلى أن تلك الجماعات تخفي خسائرها.
يشار إلى أن مصادر محلية في المخيم تداولت أنباء عن مصرع 14 مسلحاً على الأقل.
عمل لجنة التحقيق وتسليم القتلة
وحول عمل لجنة التحقيق وتسليم القتلة للأمن اللبناني، قال اللواء شبايطة في حديثه للحياة برس "أن لجنة التحقيق سيكون من مسؤوليتها الإعلان عن أسماء القتلة والإثباتات، بعدها سيتم بحث كيف سيتم تسليم القتلة للقضاء اللبناني وهذا بعهدة الجهات اللبنانية قبل القوى الفلسطينية".
وفي رده على سؤال إمكانية عدم التزام الجهات المسؤولة عن القتلة تسليمهم للجهات الأمنية قال "لن نستبق الأحداث، ولن ننسى شهدائنا، ولكن لن نقبل إلا بالتسليم"، وأن فتح وقوات الأمن الوطني ما زالت بكامل قوتها وأنه حتى اللحظة ما زلنا في موقف الدفاع عن النفس وحققنا هجمات وضربات قوية ضد أوكار الإرهابيين، وما زالوا محاصرين في أوكارهم.
منوهاً إلى أن المشروع من البداية كان ضرب مخيم عين الحلوة الذي يعد عاصمة الشتات الفلسطيني، وتم تجميع أسلحة وقذائف وذخائر لتنفيذ هذا المخطط ولكن فشلوا كما فشلوا سابقاً في اليرموك ونهر البارد، وستبقى فتح تعمل لحماية المشروع الوطني والمخيمات الفلسطينية.
عودة النازحين لمنازلهم في مخيم عين الحلوة
وأوضح اللواء شبايطة بدء عودة النازحين لمنازلهم بعد مغادرتهم منها جراء الاشتباكات الدامية والعنيفة، مؤكداً أن العديد منهم ما زال يشعر بالقلق من تجدد الاشتباكات، مؤكداً حرص الأمن الفلسطيني على فرض الأمن بالمنطقة والسماح للنازحين بالعودة والاستقرار في منازلهم، ويتم العمل على تثبيت وقف إطلاق النار.
يشار إلى ان ليلة الجمعة شهدت هدوءاً حذراً، ما شجع العديد من العائلات الفلسطينية العودة للمخيم.
في نهاية حديثه حذر اللواء ماهر شبايطة من الانجرار خلف الشائعات التي تطلقها الأقلام المغرضة المعادية لشعبنا الفلسطيني والساعية لضرب وحدة المخيمات، والتشكيك بقدرة الأمن الفلسطيني وزرع الفتنة الداخلية.