الحياة برس - كشفت مصادر استخباراتية ووسائل إعلام دولية، منذ تكثيف الغارات الإسرائيلية على مواقع حزب الله في لبنان بدءًا من سبتمبر الماضي، مدى التغلغل الاستخباراتي الإسرائيلي داخل صفوف الحزب المدعوم من إيران.
فقد تعرض حزب الله لضربات قاسية تمثلت في اغتيال العديد من كبار قادته، ما أظهر مدى النجاح الإسرائيلي في التسلل للمعلومات الحساسة والتحكم في تحركات القيادات العسكرية للحزب.
 
وكان أبرز القادة الذين اغتالتهم إسرائيل، وفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، هم فؤاد شكر، وهو من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز القادة العسكريين، الذي استهدف في 30 يوليو 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكشفت مصادر استخباراتية للصحيفة أن المخابرات الإسرائيلية رصدت لقاءات شكر مع عشيقاته الأربع، فضلاً عن اتصالاته بشأن عقود زواج عبر الهاتف، وهو ما أسهم في توفير معلومات استخباراتية حول تحركاته.
ومن بعده، اغتالت إسرائيل هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحاً لخلافة زعيم الحزب حسن نصرالله، بعد أن قضت عليه الغارات في 3 أكتوبر الماضي.

زرع أجهزة تنصت

كما أظهرت المعلومات أن الموساد الإسرائيلي نجح في تجنيد عملاء في لبنان لزرع أجهزة تنصت داخل مخابئ حزب الله، ما مكّن إسرائيل من تتبع تحركات القادة والاطلاع على اجتماعاتهم بشكل شبه مستمر.
وكشف المسؤولون أن تلك الاختراقات استمرت لسنوات طويلة، حيث تمكنت وحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية من سرقة "كنز من المعلومات" عام 2012، الذي تضمن تفاصيل حول المخابئ السرية للقادة وترسانة الحزب من الصواريخ، إضافة إلى مواقعها.

التتبع الصاروخي

كما زُرعت أجهزة تعقب على صواريخ حزب الله، مما سمح لإسرائيل بمتابعة المخازن السرية داخل القواعد العسكرية والمنشآت المدنية.
وفي حرب 2006، استهدفت إسرائيل مواقع الحزب ودمرت صواريخه استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها.
وعام 2024، بات لدى إسرائيل معلومات تفصيلية حول عشرات الآلاف من قادة الحزب ومخازن أسلحته ومواقعه، ما أسهم في توالي اغتيالات قادته البارزين، بدءًا من نصرالله في 27 سبتمبر، مروراً بعلي كركي، إبراهيم عقيل، إبراهيم قبيسي، محمد سرور، ونبيل قاووق، وجميعهم قضوا في غارات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

الاختراقات الاستخباراتية الإسرائيلية داخل حزب الله كشفت عن قدرات مقلقة في تتبع تحركات القادة وحصر المواقع الحساسة للحزب، ما أسهم في نجاح إسرائيل في اغتيال أبرز قادة الحزب خلال الفترة الأخيرة.
calendar_month30/12/2024 12:09 pm