الحياة برس - "لميت رفات أبويا بقحاشة وكريك" هي كلمات مؤلمة بدأتها الفلسطينية خلود حسان لرواية قصتها المأساوية، التي تروي فيها تفاصيل مقتل والديها والعشرات من أقاربها وجيرانها خلال الاجتياح الأخير لمخيم الزيتون الواقع شرقي مدينة غزة.

خلود، التي رفضت عائلتها النزوح لوسط وجنوب القطاع أثناء الحرب، واحدة من مئات الفلسطينيين الذين تعرضوا لأحداث مأساوية نتيجة العمليات العسكرية العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع وأدت إلى دمار واسع.

في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، قالت خلود إن عائلتها حوصرت في حي الزيتون بالقرب من مفترق دولة على شارع صلاح الدين، حيث دمرت المنطقة بالكامل خلال الاجتياح الإسرائيلي. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي دمر منزل أحد الجيران الذي كان يضم نحو 58 شخصًا، مما أسفر عن مقتلهم جميعًا، ولا تزال جثامينهم تحت ركام المنازل المدمرة.

وأضافت أن العملية العسكرية أسفرت عن مقتل 10 من أفراد عائلتها بعد تدمير جزء من منزلهم، فيما لم يتمكن الناجون من إسعاف المصابين بسبب الحصار المفروض، مما أدى إلى زيادة عدد الضحايا.

خلود أكدت أنها شهدت أمام عينيها لحظات وفاة أفراد من عائلتها بسبب صعوبة وصولهم إلى المستشفيات، مشيرة إلى أن الحصار المطبق حال دون وصول أي مساعدة طبية.

وقالت: "حوصرنا داخل المنزل لعدة أيام، وعندما قررنا الخروج بحثًا عن مكان آمن، تعرضنا لإطلاق نار من دبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد الحي، ما أدى لمقتل والدي ووالدتي على الفور". وأضافت أن أحد الدبابات قامت بدهس والديها، مما أدى إلى تفتيت جثتيهما.

وأوضحت أنها اضطرت لجمع رفات والديها باستخدام أدوات بدائية مثل القحاشة والكريك، لأن جسديهما كانا قد دُمرا بالكامل نتيجة الدهس.

كما كشفت عن تعرضها للموت أكثر من مرة خلال العملية العسكرية، حيث بقيت لساعات طويلة تحت ركام أحد المنازل، لكن مساعدة من أقاربها أنقذتها.

وفي النهاية، طالبت خلود بضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن عملياتها العسكرية كانت تستهدف الأحياء السكنية بشكل مباشر. وستواصل المطالبة بحق والديها وكل أقاربها.
 
calendar_month09/03/2025 12:05 pm