رغم الأنباء السلبية .. الدولار ما زال يضغط على كل الأسواق ويرتفع

تأخرت المؤشرات في تحقيق مكاسب كبيرة في بداية جلسة التداول نتيجة الاضطرابات الناجمة عن حركة قوية في سوق السندات بعد إجراء مزاد لبيع سندات بأجل 30 عامًا، مما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات بشدة. هذا الأمر ساهم في تعزيز قوة الدولار وتحوله للصعود بشكل قوي، حيث وصل إلى مستوى 102.465 مقابل سلة من العملات الأجنبية.

من بين العوامل التي قد تكون وراء هذا التحول وصعود الدولار هو احتمال زيادة أسعار الفائدة على المدى البعيد، بسبب ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات. تشير تصريحات نيكولاس كولاس، مؤسس شركة DataTrek Research، إلى أن هناك قلقًا من احتمال تحقيق ارتفاعات جديدة في أسعار الفائدة الطويلة. ومع تعزيز مكاسب الأجور ومزيد من التضخم، يُعتقد أن هذا سيسهم في تقوية التأثير الإيجابي على الاقتصاد الأمريكي.

من جانبه، ألمح بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة Bleakley Financial Group، إلى أن تراجع عائدات السندات جاء بعد مزاد لبيع سندات طويلة الأجل لمدة 30 عامًا، وبالرغم من أن التفاعل الأولي لم يكن قويًا، إلا أن العوائد ارتفعت خلال الـ 25 دقيقة التالية، وعاد العائد على سندات العشر سنوات إلى مستوى 4.07٪ بعد أن انخفض من مستوى 4٪ بعد البيانات الأولية.

من ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن التضخم السنوي في الولايات المتحدة قد تراجع بأقل من المتوقع خلال يوليو. حيث استقر مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي عند 0.2٪ شهريًا، وزاد بنسبة 3.2٪ على أساس سنوي، بينما ارتفع الرقم الأساسي بنسبة 4.7٪ سنويًا. تلك الأرقام تشير إلى استقرار التضخم مع تلميحات لتخفيض ضغوط الأسعار، مما يشجع الاحتياطي الفيدرالي على تجنب زيادات أسعار الفائدة. يُتوقع أن يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر لمناقشة هذه القضية واتخاذ القرارات الملائمة بشأن سياستهم النقدية.

بالإضافة إلى ذلك، أثرت النتائج الإيجابية لشركة والت ديزني إيجابيًا على المعنويات، حيث ارتفع سهم الشركة بنسبة 1٪ بعدما أعلنت عن نتائج قوية للربع الثالث من السنة المالية. يُذكر أن شركة ديزني قد اتخذت إجراءات لزيادة أسعار خدمات البث المباشر التابعة لها، وأعلنت عن تحسينات في أقسام الأفلام والتلفزيون. وتستمر شركة ديزني في استكشاف استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير خدماتها.

أخيرًا، على صعيد آخر، تراجعت أسعار النفط في السوق نتيجة لموجة جني الأرباح، ولكنها لا تزال قريبة من أعلى مستوياتها خلال الفترة الأخيرة، وذلك استعدادًا لإصدار بيانات التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة. تشير البيانات إلى أن مخزونات النفط الخام الأمريكي قد نمت بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، ومع ذلك، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بشكل أكبر من المتوقع، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد تم تعزيزه بفضل تمديد تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية وروسيا، مما أدى إلى تضييق المعروض.