يدخل اليوم السبت 470 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط تصعيد ميداني وعنف غير مسبوق وتسابق على ابادة عرقية وسط سكوت العالم وتخاذل المساعي لحل النزاعات بوتيرة متسارعة ورغم الحديث عن تهدئة مرتقبة تفصلنا على الحدث بساعات تبقى  الحصيلة في الـ24 ساعة الماضية تؤكد استمرار معاناة السكان من استنزاف الارواح البريئة من قبل الة الحرب الاسرائيلية فهل اتفاقية وقف النار تدخل حيز التنفيذ  خلال الساعات القادمة ؟ ماذا عن ردود الافعال لكل من حماس وحكومة مجمد عباس حول الدمار الذي عرفه قطاع غزة  ؟ كيف تآمرت اطراف الاجندات الغربية بالتواطئ مع العربية في تدميرغزة ؟

       على اثر والتصعيد في الاحداث تم تسجيل 30 شهيدا جديدا جراء القصف المكثف من قبل القوات الاسرائيلية بالإضافة إلى مئات الإصابات وسجل قصف اليوم 470 شمال غزة  الذي اسفر عن خسائر بشرية ومادية :

شمال القطاع: قصف متواصل وضحايا جدد

تم تسجيل استشهاد 3 مواطنين جراء قصف على حي التفاح مع استهداف مكثف لمنطقة الصفطاوي شمال غزة، مما أدى إلى تدمير واسع في المباني وسقوط شهيدين في جباليا واصفر القصف المدفعي العنيف الذي طال المناطق الغربية لحي الزيتون.

الوسط: استهداف منازل وأحزمة نارية

العملية الوحشية لزالت مستمرة حيث قصف منزل لعائلة أبو جحجوح في الحساينة غرب النصيرات مما أسفر عن إصابات خطيرة وتم استهداف متكررة في شمال النصيرات ومنطقة الدعوة  مع نسف مبانٍ بالكامل كم اسفر هجوم  الجنود الاسرائيلين عن  قصف منزل لعائلة أبو الروس بجوار مستشفى العودة واستمر القصف المدفعي المكثف شمال وشرق مخيم البريج  حيث ترافق مع إطلاق نار متقطع من قبل الآليات الإسرائيلية.

جنوب القطاع: القصف يطال خيام النازحين والبنية التحتية

العدون الاسرائيلي لزال يتسارع مع عقارب الساعة حيث استهدف أربع بنايات سكنية في عبسان شرق خان يونس و استشهاد خمسة مواطنين بقصف خيمة لعائلة القدرة في القرارة وتوغلت القوات لتستهدف

مناطق وسط وشمال رفح ما ادى الى تسجيل إصابات لمواطنين جراء قصف من الزوارق البحرية غرب القطاع.

الوضع الإنساني والطبي: تحديات مستمرة

على اثر استهداف مستشفيات قطاع غزة  منذ بداية الطوفان الاقصى قد أعلنت مستشفيات شمال سيناء جاهزيتها لاستقبال جرحى غزة، وسط تفاقم الأزمة الصحية في القطاع. وتشير التقديرات إلى وجود نحو 12 ألف شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة، ما يفاقم من معاناة السكان ويهدد الامن الصحي للسكان حيث من باب الانسانية  وتحت طائلة القوانين الحقوقية التي جمدت تجاه اهالي غزة مع تأزم الوضع  الصحي في قطاع غزة بحاجة إلى 10 مليارات دولار و7 سنوات من العمل لإعادة تأهيله وعلى المنظمة الدولية فتح ملف يدين بالمتسببين  الاسرائيليين في هذه الحرب وتعويضات لأهالي المفقودين .

صفقة تبادل الأسري تفاصيل جديدة

ووفق تصريحات رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس انه  سيتم الإفراج عن 1737 أسيرا فلسطينيا، بينهم 296 محكوما بالمؤبد، في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وهذا الرقم بالمقارنة مع ضحايا القصف الاسرائيلي يشكل فارق.وحسب ما ادلت به حكومة نتنياهو بخصوص الصفقة  وافقت على الصفقة بعد اجتماع مطول استمر أكثر من 5 ساعات حيث صوت 24 وزيرا لصالحها مقابل 8 وزراء من المعارضة  لكن هناك قيادة داخل الكنيست صرحت منذ ايام انها تهدد بإيقاف هذه الصفقة وتبديد مساعي السلام في أي لحظة.وحسب تصريح وزارة العدل الإسرائيلية نشرت قائمة تضم 735 أسيرًا فلسطينيًا سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى.

جهود مصرية ودولية لضمان التهدئة

بعد تزايد الضغوطات الامريكية والمساعي المصرية حيث  شكلت غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن فلسطين، إسرائيل، قطر، والولايات المتحدة لمتابعة تنفيذ الاتفاق لوقف اطلاق النار ومن جهة اخرى أكدت الرئاسة الفلسطينية  جاهزية الحكومة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها الإدارية والأمنية في غزة فور وقف العدوان وهذه المساعي توافقت بعد تحقيق ابادة عرقية تجاه اهالي غزة في حين تعتبر مؤشر توفيقي لإنعاشي لما تبقى من دمار طال قطاع غزة .

إعادة الإعمار: أولويات المرحلة المقبلة

تضافر الجهود لكل من الحكومة الفلسطينية بالتعاون مع الهيئة العربية الدولية للأعمار حددتا خريطة الشوارع الرئيسية التي سيتم فتحها فور انتهاء العدوان  حيث سيتم تجهيز ساحة السرايا في مدينة غزة لإقامة مستشفى ميداني كويتي لاستقبال الجرحى بالإضافة  لمستشفى القدس الميداني سيتم نقله من مواصي خان يونس إلى رفح لإعادة تأهيل مشافي المحافظة.

مقاومة متواصلة: ردود على العدوان

لا يزال الصراع قائم  بين الطرفين حيث  قامت سرايا المقاومة بإطلاق صواريخ من طراز "بدر 1" باتجاه مستوطنة "نير عام" في غلاف غزة، ردًا على استمرار القصف والعدوان وهذه محاولات يراد اصال رسالة عن جاهزية المقاومة وان موقفها من الحرب لزال قائم لكن لا يسمو لتحقيق العدالة في حق الاسرائليين  نظير الابادة العرقية ضد اهالي قطاع غزة وما خلفته من دمار في المنطقة .

الدمار الشامل: أرقام صادمة

حسب التقديرات تشير إلى دمار واسع في البنية التحتية والمباني السكنية، مع تضرر 90% من المناطق الحدودية و74.2% من مباني غزة.

وهذا الدمار الذي طال قطاع غزة بسبب وحشية الة الحرب الاسرائيلية في  القطاع بحاجة إلى 50 مليار دولار لإعادة الإعمار، وسط تقديرات أممية بأن العملية قد تستغرق 15 عامًا.

رغم الجهود الدولية المبذولة للضغط من أجل وقف إطلاق النار يبقى الوضع في غزة مأسويًا ويعكس عمق المعاناة الإنسانية جراء العدوان المستمر إن الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الصحية في القطاع فضلًا عن الأعداد الضخمة من الشهداء والجرحى يبرز حجم الحاجة الملحة لدعم دولي عاجل لإغاثة المدنيين وإعادة إعمار القطاع. فالمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الحرب وتحقيق العدالة الإنسانية للفلسطينيين، وتوفير بيئة آمنة تسهم في استعادة الاستقرار. ولعل الأمل في المستقبل يظل قائمًا من خلال تعزيز جهود الإغاثة، وتفعيل آليات إعادة البناء الشاملة، والعمل على إحداث تغيير حقيقي في المنهجيات السياسية والعسكرية بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة، ويخفف من معاناتهم اليومية، ويعيد الأمل لبناء مجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات.وعودة المقاومة بتقنيات مغايرة ومعدلة من خلال الغرفة المغلقة القادرة على ايجاد خطوط دعم حقيقية وتعديل المنهجية لصناعة الفارق بتدمير الكيان الصهيوني دون خسائر في ارواح الابرياء الغزويين على  نحو هذه الشاكلة .

بقلم / حكيمة شكروبة – الجزائر -


calendar_month17/01/2025 01:53 pm