
في ظل الوضع المتأزم في المنطقة تتزايد الأحداث التي تعهدت بالتصعيدات العسكرية والسياسية التي يشهدها قطاع غزة وتستمر العمليات العسكرية في بوحشية ضد الاهالي العزل في حين حماس تفقد بوصلتها وفي سياق تبادل الأسرى لا يعني ان إسرائيل سوف تتراجع عن هجماتها في غياب رد رادع من جبهة الدفاع لحماس او تدخل عربي ينهي المجزرة التي تنفذ ضد المسلمين في غزة وهذا الانبطاح الدي تعيشه الدول المطبعة وباقي الحكومات هو مؤشر قوي على سيطرة امريكا وإسرائيل في الوضع والملف العربي وهذه البيانات ساهمت في ازدياد الالتهابات في ساحة الحرب بالإضافة إلى تدهورا لظروف الإنسانية وظهور تداعيات سياسية من خلال اللقاءات سواء التي تدار في القاهرة أو امريكا إلى أي مدى ستؤثر الشروط التي يفرضها الاحتلال عبر أجهزته الأمنية، مثل الموساد والشاباك، على مستقبل الهدنة؟هل تم فرض القيود الإسرائيلية على المعابر والمساعدات الإنسانية بهدف الضغط على حماس من أجل الحصول على الحقوق السياسية؟
تصعيد ميداني وتطورات سياسية هامة في المنطقة
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في قطاع غزة، حيث استهدفت محيط عربة على شارع الرشيد "البحر" شمال غرب النصيرات، في حين تم إطلاق نار من الآليات العسكرية شرق البريج وسط القطاع. كما أطلقت دبابات الاحتلال نيرانا تحذيرية بالقرب من محور فيلادلفيا في رفح، في مؤشر على استمرار التصعيد العسكري وتجاوز كل الأعراف الدولية
في المجال السياسي
يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث سيتم مناقشة ملفات هامة تشمل الوضع في غزة، والملف الإيراني بالإضافة إلى رفع الحظر عن استيراد شرائح الذكاء الاصطناعي وتوسيع اتفاقيات التطبيع في المنطقة وفي خطوة متعلقة بالهدنة قرر نتنياهو عدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى قطر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، حيث سيستبدل ذلك بلقاء مع مبعوث ترامب لبحث تطورات الملف الفلسطيني بشكل مباشرو كرد استباقي على اجتماع العرب حيث تم في القاهرة عقد الاجتماع العربي السداسي الذي أكد على رفضه القاطع لتهجير الفلسطينيين أو تقسيم قطاع غزة مشددا على ضرورة تسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية وهذا الانسحاب واستبداله بمبعوث امريكي هو رد على محاولة الدول المجتمعة رفض ملف تهجير الفلسطينيين الذي يتعارض مع مشروع إسرائيل.
على الصعيد الميداني
استشهد خمسة فلسطينيين جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق في قباطية بالضفة الغربية فيما استمر العدوان على مدن جنين وطولكرم، مما أسفر عن دمار واسع وتهجير آلاف المواطنين كما تم إجبار عائلات فلسطينية على النزوح من منازلها في منطقة الجبل في بلدة طمون جنوب طوباس في حين أقدم مستوطنون على إحراق مسجد في غرب أريحا وهذا الانحراف الحربي الذي وصل إلى المقدسات هو ليس سوى صفعة على وجه الحكام العرب والمسلمين.
وفي تحول في القيادة العسكرية الإسرائيلية تم تعيين إيال زمير رئيسا لأركان جيش الاحتلال بدلا من هليفي ويعتبر هذا التغير خطة تكتيكية لتغير منهجية الحرب وتسريع وتيرة الهجمات للتوسع والسيطرة أكثر على المنطقة وحل ملف الاسرى بوتيرة تسمح لإسرائيل للانتقال إلى الخطة "ج "وهو التوسع الاقليمي واحذاث تغيرات جيوسياسية في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى عبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن معارضته لصفقة تبادل الأسرى مؤكدا أن هناك ثمنا باهظًا لهذه الصفقة حيث عبر بعض المعارضين عن ارتياحهم بعودة الأسرى ألإسرائيليين بينما صدم المؤيدون لرؤية الأسرى الفلسطينيين يتم إطلاق سراحهم معتبرين أنهم كانوا يفضلون رؤيتهم موتى .وفي تقرير نشرته صحيفة "الفايننشال تايمز"، أفادت مصادر بأن الرئيسين الأمريكيين ترامب وبايدن قدما لإسرائيل ضمانات مكتوبة تقضي بدعمهما للعودة إلى القتال في حال خالفت حركة حماس شروط اتفاقية الهدنة.
تستمر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والشرق الأوسط بشكل عام في التدهور مع تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، في وقت تتعدد فيه التحركات السياسية والديبلوماسية على الساحة الدولية. يبقى الوضع الميداني معقدا في ظل محاولات توسيع التطبيع في المنطقة بينما تتواصل المجازر والتهجير يهددان حياة الفلسطينيين