الحياة برس - كشفت الشرطة الإسرائيلية عن تحقيقها السري الخاص في قضية خطف الباص 300 في أسدود عام 1984م على يد 4 شبان فلسطينيين يبلغون من العمر حوالي 18 عاماً.
وأوضح التقرير الذي طالعته الحياة برس، أن عملية إنقاذ المستوطنين الرهائن كان من الممكن أن يحدث بدون عملية إعدام للخاطفين الذين كانوا يسعون لإبرام صفقة تبادل أسرى.
حيث كان هدف العملية هو خط الباص والتوجه به نحو الحدود المصرية، ومن هناك يتم التفاوض على الإفراج عن 500 أسير فلسطيني من سجون الإحتلال الإسرائيلي.
التقرير الذي تم الكشف عنه من أرشيف شرطة الإحتلال، يوضح أن قوة خاصة اقتحمت الحافلة وقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي من النوافذ داخلها دون تحديد هدف معين متجاهلة بذلك سلامة المستوطنين، وأعدمت إثنين من الخاطفين في حينه، وتم إعدام إثنين آخرين بعد إعتقالهما، في حين قتل مستوطن إسرائيلي.
وقالت الشرطة في تحقيقها أن الحادث كان يمكن أن ينتهي بالتفاوض لولا تدخل فريق التفاوض الخاص بوزارة الجيش وجهاز الشاباك.
مشيرة إلى ان الخاطفين كانوا يحملون معهم 4 سكاكين، وحقيبة كانت تحتوي على عبوات ناسفة متواضعة جداً حتى في حال إنفجارها كانت لن تتسبب سوى بضرر طفيف جداً.
وأوضح التقرير بأن ضباط الشاباك اعتقلوا إثنين من الخاطفين أحياء، وصدر أمر من رئيس الشاباك في حينه أفراهام شالوم، ورئيس شعبة العمليات في الجهاز إيهود يتوم بإعدام الخاطفين، وبالفعل تم إعدامهم بضربهم بالحجارة والقضبان الحديدية.
الجيش الإسرائيلي بدوره نشر أول بيان بعد العملية قال فيه أنه تم السيطرة على الحافلة وقتل إثنين من الخاطفين واعتقال إثنين آخرين، ولكن بعد فترة وجيزة زعم أن المهاجمين الأربعة لقوا حتفهم خلال عملية السيطرة.
صحيفة هافود الإسرائيلية في حينه نشرت خبراً أكدت فيه أن إثنين من المهاجمين كانا أحياء بعد السيطرة على الباص، وتم إعدامهم بعد ذلك.
وبعد أسبوعين من عملية الخطف نشرت الصحيفة صورة تعرض أحد الخاطفين حياً ومعتقلاً من ضباط الشاباك، وكانت الصورة للمصور الإسرائيلي أليكس ليبك، والتي أدت لهزة كبيرة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

عملية خطف باص 300 في اسدود

في 12 أبريل 1984، وصل الشبان الأربعة جمال قبلان ومحمد بركة ومجدي أبو جامع ومحمد أبو جامع، لشارع 300 في اسدود واستقلوا حافلة تابعة لشركة ايغد الإسرائيلية، وكان على متنها 41 راكباً وفي طريقها من عسقلان إلى تل أبيب.
وبشكل إنساني وفي خطأ أمني فادح سمح الخاطفون لإمرأة إسرائيلية النزول من الباص بحجة أنها حامل وتشعر بالتعب الشديد، وأكملوا طريقهم نحو قطاع غزة بهدف الوصول للحدود المصرية وبعدها إنطلاق عملية التفاوض حول تحرير الأسرى.
المرأة الحامل قامت بالتواصل مباشرة بالشرطة الإسرائيلية وأخبرتهم بحادثة الخطف، في بداية الأمر لم تصدق الشرطة الأمر وظنت أنها مجرد مضايقات هاتفية، ولكن بعد التأكد من ذلك من أطراف أخرى، بدأت عمليات الملاحقة ونصب الحواجز.
بعد فترة من الملاحقة تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير عجلات الحافلة وتوقيفها في منطقة قريبة من مدينة دير البلح وسط القطاع.

المفاوضات بعد توقيف باص 300

انطلقت المفاوضات بين الخاطفين الأربعة وشرطة الإحتلال، في بداية الأمر تقدم فريق من الشرطة متنكراً بزي الصليب الأحمر للحافلة وتم الإطلاع على الوضع داخل الحافلة، كما تم إدخال ميكروفونات للتجسس على ما يحدث داخلها من خلال تسليم الخاطفين مبرد بحجة وجود مساعدات غذائية وكان يحتوي على أجهزة التنصت.
الخاطفين طلبوا الإفراج عن 500 أسير فلسطيني خلال 15 ساعة، ولكن التقرير ذكر ان الخاطفين لم يكونوا واضحين في مطالبهم وكانوا في حالة قلق شديد، بالإضافة لعدم وجود شخص قادر على إدارة مفاوضات بشكل منتظم، حسب وصف التحقيق.
عمل الشرطة بالتفاوض توقف مع وصول فريق من الجيش والشاباك، وهنا تدخلت قوة عسكرية خاصة وبدأت بإطلاق النار على كل من تواجدوا داخل الحافلة، حيث أمر رئيس أركان الجيش في حينه موشيه ليفي باقتحام الحافلة وانهاء الأمر.
في بداية الهجوم تم إطلاق النار على أحد الخاطفين وإصابته بأكثر من 6 رصاصات، وبعد فحص الحقيبة التي بحوزتهم تبين أنها كانت تحتوي على عبوات ناسفة بسيطة وأسلاكها موصولة بشكل غير صحيحة، بالإضافة لوجود قنبلتين أنبوبيتين، بالإضافة لزجاجة كانت تحتوي على مادة لتكون زجاجة حارقة.







calendar_month25/12/2022 11:42 am