الحياة برس - بتاريخ ٣٠ نوفمبر عام ٢٠٢٢ صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ٩٠ صوتاً مقابل ٣٠ معارضاً وامتناع ٤٧ للتصويت على قرار مؤيِّد للشعب الفلسطيني لإحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة.
وتتفرًّد الذكرى السابعة والخمسون هذا العام بالإضافة إلى إحيائها في الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك في الخامس عشر من ايار، وبحضور الرئيس محمود عباس، وفي الإتحاد الأوروبي في السابع عشر منه، ومن خلال الفعاليات الموحَّدة في الأراضي الفلسطينية كافة وفي الضفة الغربية وغزة والشتات.
تزامناً مع القاء السيد الرئيس محمود عباس خطابه في الأمم المتحدة في نيويورك في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إحياء الذكرى في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت، عصر الإثنين ١٥/٠٥/٢٠٢٤..
حضر اللقاء إلى جانب السفير أشرف دبور، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة، امين سر وأعضاء اقليم حركة فتح في لبنان، قادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، قيادة حركة فتح في بيروت والمكاتب الحركية، ممثلو المؤسسات والجمعيات والاتحادات والهيئات والتيارات اللبنانية والفلسطينية، وحشود شعبية من مخيمات بيروت.
بدأ اللقاء بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كانت كلمة ترحيب لأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات
بدأها بتوجيه التحية إلى الحضور، معتبراً أن خطاب سيادة الرئيس محمود عباس ينطوي على الكثير من الأهمية، لأنها المرة الأولى التي يلقي فيها الرئيس خطاباً في ذكرى النكبة، وهذا إن دل على شيء يدلُّ على عظمة القضية الفلسطينية وحجم التأييد اللامتناهي للشعب الفلسطيني لهذه القضية في سبيل تحقيق الإستقلال ونيل الحرية والعودة.
ورأى أبو العردات أن ال 75 عاماً من تاريخ النكبة عاشها الشعب الفلسطيني بين الأمل والألم وبين الإرادة والإيمان، فيما يستمر الفلسطينيون في الداخل بنضالهم دفاعاً عن قضيتهم، وتقديم الشهداء والأسرى، وهو ما يحتِّم تقديم التحية إلى هؤلاء جميعاً وفي مقدِّمهم التحية إلى أرواح الشهداء الذين ارتقوا من أجل فلسطين وقضيتها.
وأكد أبو العردات في كلمته أن الشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته سينتصرون في النهاية، فيما الإحتلال إلى زوال، معتبراً أنها حتمية تاريخية لا خلاف فيها، مثمِّناً خطاب الرئيس الذي سيقدم اليوم الرواية الفلسطينية من على أعلى منبرٍ دولي في الأمم المتحدة.
هذا وتابع المشاركون في اللقاء وقائع نقل الحدث من نيويورك عبر شاشات ضخمة وُضعت خصيصاً للمناسبة.
وفي ذات السياق تجمهر الفلسطينيون أمام شاشات عملاقة في مخيمات بيروت لمتابعة خطاب السيد الرئيس محمود عباس، وقوبل الخطاب بالتصفيق.
ومن أبرز ما جاء في كلمة سيادة الرئيس محمود عباس، أن إسرائيل تنتهك حرمة المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في فلسطين وتمنع الحق في حرية العبادة، في حين أن إسرائيل تردد مزاعم زائفة لتغطي على عدوانها وجرائمها وأن حروبها دفاعية.
وأكد عباس أن ملكية حائط البراق والحرم القدسي الشريف تعود حصرا للوقف الإسلامي وحده، مديناً الإعتداءات الإسرائيلية التي لم تسلم منها المقابر الإسلامية والمسيحية التي تحصل عبر الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين، مؤكداً
الحق الفلسطيني سينتصر في النهاية طال الوقت أم قصر ليسود السلام في المنطقة والعالم.
ورأى عباس أن الدول الاستعمارية التي تتحمل مسؤولية النكبة وهي التي يجب أن تنصف الشعب الفلسطيني وتنهي معاناته، مؤكداً أن ذكرى النكبة ستظل حاضرة في الوعي الفلسطيني ونبراساً وحافزاً للشعب الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، ومؤكداً أيضاً على أن الشعب الفلسطيني هم أصحاب حق، فهم في فلسطين منذ فجر التاريخ وسيبقون فيها حتى نهاية الدنيا.
ورأى عباس ان الشعب الفلسطيني وفصائله سيحافظون على وحدتهم الوطنية بكل السبل ومهما كانت التحديات في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطني،
مؤكداً ان الفلسطينيين سيبقون يطالبون بحقهم في كل مكان بما في ذلك المحاكم الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبر عباس أنه لا يجوز أن يقبل أو يسكت المجتمع الدولي على افتراءات ومزاعم إسرائيل الكاذبة ولا يجوز أن تفلت من العقاب، اذ يتوجب على المجتمع الدولي أن يتدخل ويردع العدوان ويوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مندداً بمن ينادي بقتل الفلسطينيين وتكرار النكبة تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية.
وأكد عباس أن لا سلام ولا أمن دون إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني وقيادته ليسواضد اليهود ولا ضد الديانة اليهودية ولكنهم ضد من يحتل أرضهم وينتهك حقوقهم ويعتدي على مقدساتهم، معتبراً أن أهم شرط لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، يكمن بالإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وتساءل عباس، عمن استقلت إسرائيل ومن الذي كان يحتلها؟ كيف يستوي الاحتلال مع الديمقراطية؟، مؤكداً ان الكذبة الأكبر هي إدعاء إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ففلسطين لم تكن صحراء حتى يأتي الصهاينة ويجعلوها تزدهر.
وشدد عباس على أنه إذا ما ذهب الإحتلال إلى غير رجعة لن يكون هناك أي مبرر للعنف والحروب، فاستمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية، وفرض الحصار على قطاع غزة هو السبب الحقيقي لاستمرار دوامة العنف.