.png)
الحياة برس - نشر موقع واللا الإسرائيلي السبت، تقريراً حول تفاصيل الأحداث التي وقعت خلال العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استهدف بشكل مباشر قادة وافراد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وقال التقرير الذي ترجمته الحياة برس، أنه بعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ من قطاع غزة باتجاه سديروت، جرت مشاورات بين القادة العسكريين الإسرائيليين لتنفيذ خطة هجومية سرية تسمى "Black Cloak - العباءة السوداء" والتي تهدف لضرب أهداف عالية الجودة في قطاع غزة.
تم طلب تنفيذ الخطة من الضابط العسكري القائد للمنطقة الجنوبية الكولونيل ليرون باتيتو، بسبب إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ باتجاه سديروت بعد استشهاد الأسير الفلسطيني خضر عدنان.
وأشار التقرير إلى أن حماس لم يكن لها دور في القصف الصاروخي وأن قادة حماس الكبار في غزة ليس لديهم نية لتصعيد الوضع، ولكن الجيش الإسرائيلي قرر الرد على الهجوم.
تم تسليط الضوء في المقال على عملية اختيار الأهداف للهجوم، حيث تم مناقشة العواقب والإنجازات المحتملة لكل هدف، مع تجنب تصعيد المواجهة المباشرة مع حماس.
تمت مراجعة التوصيات في القيادة الجنوبية بواسطة المسؤولين العسكريين وتمت الموافقة عليها من قبل رئيس الأركان، كما تم التركيز على أهمية إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية لتطوير وإنتاج الأسلحة في قطاع غزة بهدف ضرب التمويل الإيراني للجهاد الإسلامي.
تم تأخير تنفيذ الهجوم بسبب التحديات العديدة التي واجهت القادة العسكريين، بما في ذلك إحباط كبار المسؤولين في الجهاد الاسلامي في الوقت المناسب وضمان تنفيذ هجوم متزامن، بالإضافة لظروف جوية غير مناسبة، ووجود عدد كبير من المواطنين في مكان وجود القادة المستهدفين.
بالنهاية، تم إعادة تسمية العملية من "Black Cloak - العباءة السوداء" إلى "Protection and Arrow - الدرع والسهم" وأعطيت توجيهات للتركيز على تدمير البنية التحتية لتطوير وإنتاج الأسلحة في قطاع غزة، بهدف زعزعة استقرار الجهاد الاسلامي والتأثير على تمويلها، بالإضافة لاعادة قوة الردع الإسرائيلية والتأثير على القدرات الهجومية للجهاد الاسلامي.
تم تنفيذ الهجوم بناءً على معلومات استخباراتية متقدمة وبالتعاون مع وحدة عمليات الشين بيت.
وتم استهداف العديد من الأهداف الحيوية بما في ذلك مواقع تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة، بما في ذلك العبوات المتفجرة والصواريخ وقذائف الهاون والقاذفات.
وزعم جيش الاحتلال أنه تم تم تنفيذ الهجوم بواسطة سلاح الجو على 12 هدفًا نوعياَ تابعاَ للجهاد الاسلامي، بالإضافة لإستهداف 32 هدفًا للبنية التحتية بعدة مناطق في قطاع غزة.
وكشف التقرير أن وحدات عسكرية وأمنية اسرائيلية استمرت بالعمل على جمع المعلومات حول تلك الأهداف لأكثر من عام، بما في ذلك جهود فك رموز الاستخبارات المرئية وتحليلها.
أحد الأهداف المهمة التي تم تدميرها في الهجوم كان نفق يحتوي على ورشة لإنتاج الصواريخ ومختبرات للصواريخ وإنتاج المتفجرات، بالإضافة إلى مستودعات الأسلحة.
ضابط رمز له بحرف "أ" قال خلال حديثه لوالا حسب ترجمة الحياة برس، أنه بجانب ملاحقة عناصر الجهاد الإسلامي والمقاومين في الضفة الغربية، يتم العمل في قطاع غزة على جمع معلومات عن مراكز حساسة ومهمة والتي يصعب الكشف عنها وتحديدها والتي يتم استخدامها للدعم والذخيرة والتخزين وصناعة الصواريخ ويتم استهدافها في بداية الحرب للتأثير على أداء الفصائل خلال المواجهة.
وأضاف أنه يتم تحليل المواقع وتحديد ما إن كانت مصانع أو مواقع تخزين "ونقوم بتحديد الأماكن ونقدم التوصيات حول الأهداف التي يجب استهدافها وطريقة الهجوم وتحديد النقطة الأكثر ضعفاً لكل هدف".
وأضاف الضابط الإسرائيلي "الأهداف التي استهدفناها مؤخراً في غزة كانت مهمة جداً"، منها مواقع تخزين مواد كيميائية صعب العثور عليها في قطاع غزة وتهريبها، بالإضافة لاستهداف نفق يحتوي على مصنع لإنتاج الصواريخ وتم تدميره بنسبة 90%" حسب زعمه.
الملازم "ي" المسؤول عن ملف الجهاد الإسلامي في الجيش، قال أن عرقلة وصول الصواريخ من الخارج لقطاع غزة يجبر التنظيم على صناعتها في الداخل وبذلك تكون الجودة أقل وتأثير تهديدها على استهداف المصالح الإسرائيلية أقل.
وأضاف أنه لم يتم تحديد حجم الضرر الذي تعرضت له حركة الجهاد الإسلامي في العملية الأخيرة بشكل كامل، ولكنه أشار لاستهداف عدد من ورش صناعة الصواريخ، ورأى أن الحركة بحاجة لعامين على الأقل لتعويض ما خسرته من إمكانيات.
وكان جيش الاحتلال قد بدأ عدواناً مفاجئاً على قطاع غزة استهداف خلاله حركة الجهاد الإسلامي بالتحديد وبدأ بتنفيذ عملية اغتيال بحق ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بوقت متزامن وهم جهاد غنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين، خلال تواجدهم مع عائلاتهم في منازلهم.
واستمر العدوان خمسة أيام ما أدى لاستشهاد 33 مواطناً بينهم عدد من قادة الصف الأول والثاني لسرايا القدس، في عملية كانت تستهدف قدرات الجهاد الإسلامي بشكل خاص، بالإضافة لتدمير العديد من المنشآت المدنية والمنازل.