الحياة برس - تشهد مدينة الزاوية غربي ليبيا موجة من الغضب بعد اكتشاف جثة شاب مخطوف ملقاة على شاطئ البحر، في حادثة تعتبر تكرارًا لجرائم القتل المستهدفة للمدنيين. 
يشتبه الأهالي أن الهدف من هذه الجرائم هو ترويعهم وإجبارهم على التراجع عن معارضتهم لانتشار الميليشيات والمرتزقة الأجانب في المدينة.

وفقًا لتحليل أحد المحللين السياسيين الليبيين، يجب أن تستمر احتجاجات الأهالي للحد من هذه الجرائم، ويشير إلى ضرورة وقف "التعاون مع الميليشيات"، وهو إشارة إلى التعاون الذي يحدث بين الجهات الحكومية والمجموعات المسلحة التي تسبب في انتشار الفساد في غرب ليبيا.
  • تتبع الأحداث كما يلي:
  1. في صباح يوم السبت، تم اختطاف الشاب أحمد العربي الخدراوي من مكان عمله في عمارات البودرية، وهي تقع على مقربة من المؤسسات الحكومية ومديرية الأمن في المدينة، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
  2. قامت عائلته وأصدقاؤه بقطع الطريق الساحلي عند البوابة الشرقية للمدينة احتجاجًا على عملية الخطف، قبل أن يتدخل جهاة محلية لإقناعهم بإنهاء الاحتجاج.
  3. صباح الأحد، عُثر على جثة الخدراوي ملقاة على شاطئ قرية "جود دائم" شرق المدينة، وكانت تحمل آثار تعذيب.
عاد الأهالي والأصدقاء للتظاهر مجددًا بعد اكتشاف جثة فقيدهم المقتول والمعذب، حيث تم تسجيل العديد من جرائم القتل في الزاوية خلال الفترة الأخيرة، مما زاد من غضب السكان.
يتردد بين أصدقاء الخدراوي أنه لم يكن مرتبطًا بأي جماعات مسلحة أو ميليشيات، ولا يزال دافع استهدافه بقتله غير واضح. كان الشاب يدرس في كلية الاقتصاد بجامعة الزاوية، ووفقًا للأستاذ في قسم المحاسبة بالكلية، كان يتميز بحسن السمعة والأخلاق.
تشير مشاهد الكاميرا الأمنية في مكان اختطاف الشاب إلى أن الهدف لم يكن السرقة أو طلب فدية، حيث قام المختطفون بإجباره على الخروج تحت تهديد السلاح واستولوا على هاتفه المحمول قبل أن يغادروا المكان بسرعة، دون أي سرقة أخرى أو محاولة للاتصال بأهله لطلب فدية، وفقًا للمصادر المحلية.
تشير المصادر إلى أن هذه الجريمة وغيرها من جرائم القتل والخطف تستهدف ترويع السكان وإسكاتهم بعد احتجاجاتهم ضد الوضع الأمني المتردي في المدينة الناجم عن نشاط الميليشيات والمرتزقة.
وتواجه الحكومة الليبية الحالية، التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، انتقادات حادة بسبب تقصيرها في ملف الأمن في المنطقة الغربية بشكل عام وفي الزاوية بشكل خاص، وفقًا للباحث السياسي الليبي محمد قشوط.
وأشار قشوط إلى أن "الدولة لن تتمكن من القيام بواجبها ما لم تتخلص من شراكاتها مع الميليشيات"، وأكد أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في الزاوية تشير إلى ضرورة شن حملة تحرير للمدينة من هذه الجماعات المفسدة. وأكد أن المدينة لم تعد مجرد ساحة للفوضى، بل أصبحت تغرق تمامًا في الجريمة.
بهذه الجرائم المتكررة، يتزايد الضغط على الحكومة الليبية للتصدي بشكل فعال لهذه التحديات الأمنية وضمان سلامة المدنيين.

calendar_month21/05/2023 05:25 pm