الحياة برس - اكتشف علماء من الصين واليابان وأستراليا، بقيادة فريق من الصين، دليلًا رصديًا فريدًا على وجود أقدم النجوم في الكون. استخدم الفريق البصمات الكيميائية المميزة للنجوم الموجودة في هالة مجرة درب التبانة، باستخدام تلسكوبي "LAMOST" في الصين وتلسكوب "سوبارو" في هاواي.

نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature" يوم الأربعاء، أظهرت وجود نجوم تعود للجيل الأول من نشأة الكون، والتي ظهرت قبل حوالي 100 إلى 250 مليون سنة بعد الانفجار الكبير الذي حدث في الكون. هذه النجوم انتهت حياتها بانفجار غير عادي، يختلف عن المستعرات الأعظمية التي نعرفها الآن، والتي كانت معروفة فقط من الناحية النظرية.

وأشاد عالم الفيزياء النظرية في جامعة هارفارد، آفي لوب، بهذا الاكتشاف المهم الذي يؤكد النظريات حول الجيل الأول من النجوم. وأشار إلى أن نجوم الجيل الأول تشكلت من الغاز الأصلي بعد الانفجار الكبير، وكانت تتكون فقط من الهيدروجين والهيليوم، دون وجود العناصر الأثقل التي تتكون في قلوب النجوم العملاقة اللاحقة.

ووفقًا لنظرية علم الفلك، قد تكون لهذه النجوم القديمة كتل مكافئة لمئات الشموس، وقد خضعت لانفجار جزئي فريد عند نهاية حياتها. وبالنظر إلى قصر عمر هذه النجوم، كان من الصعب اكتشافها مباشرة، إلا أنها تركت بصماتها الكيميائية في الأجيال اللاحقة من النجوم.

لإجراء هذه الدراسة الرائدة، قام زهاو غانغ من المراصد الفلكية الوطنية في الصين وزملاؤه بتحليل أطياف أكثر من خمسة ملايين نجم جمعها تلسكوب "LAMOST". واكتشفوا وجود نجوم في هالة المجرة تحتوي على كميات منخفضة جدًا من المعادن مثل الصوديوم والكوبالت، حيث يصل وزن هذه النجوم إلى نصف وزن الشمس، وتبعد عنا بمسافة تقدر بـ3300 سنة ضوئية في هالة المجرة.

هذا الاكتشاف المهم يساعد في فهمنا للنشأة والتطور المبكر للكون، ويوفر معلومات قيمة عن النجوم وعمر الكون الأولى. قد يسهم هذا البحث في فتح أبواب جديدة للدراسات المستقبلية حول هذه النجوم القديمة وتأثيرها على تشكل الهياكل الكونية الحالية.
calendar_month09/06/2023 10:17 am