الحياة برس - استفاقت فضة محمد نعسان (58 عاماً) عند الساعة الواحدة فجراً على صرخات إحدى المتضامنات الأجنبيات اللواتي كنّ يُقمن في منزلها بمنطقة الخلايل في قرية المغير شرق رام الله، قبل أن تتعرض لهجوم وحشي نفّذه مستوطنون اقتحموا المنزل بشكل مباغت.

تروي فضة أنها ما إن فتحت باب غرفتها حتى شاهدت مستوطنيْن يجرّان متضامنتين خارج الغرفة، قبل أن يهجم عليها عدد من المستوطنين، حيث ضربها أحدهم بحجر على رأسها لتسقط مغشياً عليها، ثم انهالوا عليها بالضرب بالعصي قبل أن يهددوها وأسرتها بالرحيل خلال يومين قائلين:
"هذه المرة خرجتم أحياء… في المرة القادمة لن تنجوا".

ورغم أن أفراد العائلة تعرضوا سابقاً لاعتداءات من مستوطنين، تؤكد فضة أن هذا الهجوم كان الأعنف والأكثر وحشية، إذ اقتحم المستوطنون المنزل واعتدوا عليهم مباشرة بهدف واضح: إجبارهم على الرحيل. وأسفر الاعتداء عن جرح في جبينها وكدمات في جسدها، فيما أصيب حفيدها رزق همام أبو نعيم (13 عاماً) بجرح في رأسه بعد ضربه بكشاف كان يحمله أحد المستوطنين.

ويروي الطفل رزق أنه استيقظ على صرخات وألم شديد، ليشاهد جدته والمتضامنة مضرّجتين بالدماء، ولدى محاولته الهرب لطلب النجدة، اعترضه مستوطن وضربه على رأسه.

هجوم منسّق وبمشاركة مستوطنين غرباء

يقول مرزوق أبو نعيم، نائب رئيس مجلس قروي المغير، إن الهجوم كان منظماً، ونفّذه مستوطنون غرباء جُمعوا من أكثر من بؤرة استيطانية، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال كان على علم بالهجوم وسهّل تنفيذه عبر نصب حاجز عسكري لمنع وصول أهالي القرية.

كما سبق الاعتداء مسح جوي بطائرة مسيّرة جابت المنطقة لساعات، ما يؤكد – وفق أبو نعيم – وجود تنسيق ميداني غير معلن بين المستوطنين والجيش.

وأوضح أن التهديد الذي تلقته العائلة يجب التعامل معه بجدية، إذ إن رحيلها سيفتح الباب أمام المستوطنين للسيطرة على أكثر من 2000 دونم من أراضي المغير.

الصمود كخط دفاع عن القرية

وشدد أبو نعيم على ضرورة تكثيف التواجد الشعبي في "الخلايل" لمساندة العائلة، لأن صمودها يشكل سدّاً يحول دون تمدد الاستيطان نحو مناطق البناء في القرية.

اعتداءات ممنهجة لتهجير سكان الضفة

من جهته، أكد عبد الله أبو رحمة، مدير عام دائرة العمل الشعبي ودعم الصمود في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن هذا الأسلوب من التهديد والاعتداء الوحشي هو نفسه الذي أدى إلى تهجير 40 تجمعاً بدوياً في الضفة الغربية خلال العامين الأخيرين.

وأشار إلى أن المستوطنين يطبقون على أرض الواقع تهديدات وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش الذي قال بصراحة إن الفلسطيني أمامه ثلاثة خيارات:
"الرحيل… أو الموت… أو أن يكون خادماً".

ويعيش أهالي المغير منذ عامين تحت هجمات شبه يومية، تتراوح بين تخريب الأراضي والاعتداء الجسدي، وصولاً إلى محاولات تهجير قسري ممنهجة تهدف للاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي القرية.
calendar_month07/12/2025 03:09 pm