وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي اعترف ضمنيًا بارتكاب قواته لجرائم ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، واتخذ "خطوات قيادية" بعد وقوع ثلاثة أحداث خلال العملية العسكرية ضد غزة.
ووفقًا للتقرير، تورط خمسة ضباط إسرائيليين، لم تُكشف هويتهم، في حالات "انتهاك القواعد الإلزامية" بتعريض أهداف عسكرية للهجوم. وكشف التقرير أن في واحدة على الأقل من تلك الحالات، قُتل ستة مدنيين فلسطينيين "غير متورطين"، وفقًا لتعبير الجيش الإسرائيلي، خلال العملية.
وأوضحت الصحيفة أن ضابطًا إسرائيليًا تلقى توبيخًا بسبب السماح بمهاجمة أهداف بإطلاق قذائف وتجاوز حدود السلامة، ومن المقرر توبيخ ضابط احتياط آخر لعدم تنبيهه لقادته بتجاوز حدود السلامة.
وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه لم يتم العثور على صلة بين انحراف القواعد ومقتل المدنيين غير المتورطين، إلا أن التقرير أظهر أن تجاوز الحدود الآمنة أسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين، بما في ذلك رضيع يبلغ من العمر شهرًا وفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا وثلاث نساء ورجل واحد.
وقد وقع هذا الحادث في 13 مايو/أيار 2021، حيث نفذت الهجوم بالمدفعية ضمن عملية الخداع التي تم تنفيذها قبل تدمير أنفاق حماس في شمال قطاع غزة، وكان من المفترض أن تُطلق القذائف على مناطق مفتوحة ومحاكاة هجوم استباقي قبل دخول القوات البرية للجيش الإسرائيلي.
ووفقًا للتحقيق الذي أوردته صحيفة "هآرتس"، فقد استهدفت حوالي 500 قذيفة بالخطأ مجمع القرية البدوية في بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاد المواطنين من عائلتي أبو فارس وعياش، بالإضافة إلى الرضيع محمد سلامة، حفيد عائلة أبو فارس.
وطالبت صحيفة "هآرتس" في ذلك الوقت بإجراء تحقيق في هذا الحادث، وبعد مرور أكثر من عامين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن ضابط قيادة برتبة مقدم تم توبيخه، وسيتم اتخاذ إجراءات قيادية ضد ضابط احتياط.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المتحدث العسكري الإسرائيلي رفض الكشف عن تفاصيل التحقيق في الحالتين الأخريين، ولكنه أكد أن ضابطًا برتبة عقيد تعرض لإجراءات تأديبية بسبب إهماله وخرقه للقواعد، وتم توبيخ ضابط احتياط برتبة رائد، وتوبيخ ضابطة احتياط برتبة ملازم بسبب أخطاء وصفت بأنها مهنية.