.png)
الحياة برس - يدخل اليوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م العدوان الذي شنه جيش الاحتلال على قطاع غزة يومه الخامس، وقد صعّد جيش الاحتلال من هجماته العسكرية الانتقامية ضد المدنيين في قطاع غزة، وتركزت تلك الهجمات الحربية بشكل رئيسي منذ مساء أمس على البنية التحتية والأحياء السكنية حيث ألقت حمم طائرات الاحتلال آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة على المنازل السكنية والوزارات ومراكز تقديم الخدمات الصحية ومؤسسات أهلية وأبراج سكنية ومساجد ومراكز إيواء وأسواق ومراكز شرطة ومركبات الإسعاف.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق الأولية التي يقوم بها مركز حماية لحقوق الإنسان حتى تمام الساعة 1:00م إلى ارتفاع عدد الشهداء في اليوم الخامس من العدوان إلى من (1055) شهيدا بينهم (260) طفلاً و(230) سيدة و(7) صحفيين، كما أصيب اكثر (5184) آخرين بجراح مختلفة بينهم أطفال ونساء.
ومن جانب استهداف الأعيان المدنية فقد استهدف جيش الاحتلال (15) سيارة إسعاف، وتدمير حي الرمال بالكامل وحي الكرامة والأحياء الشرقية لمنطقة الشجاعية ومناطق واسعة في مدينة جباليا وبيت حانون، وارتكاب أكثر من (20) مجزرة بحق منازل سكنية على رؤوس أصحابها، إضافة لتدمير عشرات المؤسسات الأهلية والخدماتية والوزارات والشركات الخاصة وعشرات المنازل والأبراج السكنية، وبفعل هذه الهجمات قد نزح أكثر من 200 ألف فلسطيني والأرقام ترتفع بشكل سريع ومضطرد.
ومن ناحية الأوضاع الإنسانية المتردية في ظل استمرار العدوان من خلال وقف ادخال إمدادات الوقود والغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية لليوم الخامس، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحية، وذلك بفعل قرار وزير الطاقة الإسرائيلي بقطع الكهرباء عن غزة، وبتعليمات وزير الجيش الإسرائيلي الذي وجه أوامره بفرض حصار كامل على قطاع غزة ووقف إمدادات الوقود والكهرباء والماء والمواد التموينية الأساسية من أجل تجويع وتركيع المدنيين بما يشكل عمل لا أخلاقي ومقزز ويمثل جريمة ضد الإنسانية بحق أكثر من 2 مليون.
ويعتبر مركز حماية لحقوق الإنسان أن هذه العملية الحربية ضد قطاع غزة بمثابة عقوبات جماعية تستهدف إبادة سكان قطاع غزة الأكثر كثافة سكانية في العالم نتيجة الفشل العسكري في المعركة التي تجري في غلاف غزة، وإننا نؤكد بشكل قاطع أن الاحتلال يخالف مبدأي التناسب والضرورة الحربية، ويمثل أعلى درجات المخالفة للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف، إضافة إلى أن جعل المدنيين والأعيان المدنية هدف حربي مباشر ينطوي على جريمة حرب تستوجب العقاب، وبذلك فإن الإحتلال يرتكب جرائم مركبة ينطبق عليها وصف الجرائم الدولية الأربعة وهي جريمة العدوان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية.
إن مركز حماية لحقوق الإنسان يؤكد أن مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في العمليات العسكرية يجعلها شريكة في هذه الجرائم، ومن ناحية أخرى يؤكد عجز العالم بأسره عن لجم هذه الاعتداءات المستمرة حتى الآن والمدعومة امريكياً.
مركز حماية يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بتدخل دولي عاجل في ظل المشاركة والدعم الأمريكي لهذا العدوان من أجل فرض حماية دولية للمدنيين والأعيان المدنية مع الإشارة إلى أن هذه المشاركة الأمريكية تحرمها من الاشتراك في التصويت في أي اجتماع لمجلس الأمن وفق ميثاق الأمم المتحدة.
ومن ناحية أخرى فإن المركز يطالب الأمم المتحدة بضمان تدفق الإمدادات الغذائية والمساعدات الطبية والإنسانية لقطاع غزة.
وأخيراً فإن المركز ييتهجن صمت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ويطالبه بالتحرك العاجل ووقف الانحياز الواضح وغير المبرر لصالح الإحتلال الإسرائيلي من خلال ممارسة الصمت والتكتم المريب على هذه الجرائم، وإصدار مذكرات قبض على قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي المتورطين في الجرائم الواقعة على قطاع غزة.
مركز حماية لحقوق الإنسان
الأربعاء
11 أكتوبر / تشرين الأول 2023م