محمد عادل الرسلان
أقامت مؤسسة القدس للثقافة والتراث فعاليات جديدة لناديها ، نادي الشباب الأدبي الذي استضاف في أحدث فعاليتين :
القاص رسلان عودة .
الشاعر والصحفي أحمد سيف الشيخ .
القاص نور الدين الموعد مقرر جمعية القصة في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، وقد تمت الفعالية الأحدث بمشاركة فريق " أثر " الشبابي الفني والأدبي والفعالية السابقة لها بالتشارك مع " رابطة أدباء شباب سورية الافتراضية " .
وتمت الفعاليتان بحضور الشاعر القدير رضوان قاسم أمين سر جمعية الشعر والدكتورة نجلاء الخضراء مقررة جمعية التراث الشعبي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
كما تضمنت الفعالية مشاركات لكوكبة من الكتاب والكاتبات الشباب بخواطر ونصوص وجدانية :
رؤى نمورة
هناء الموسى
هبة أبو العيال
محمد وسيم عرمان
تقى نصر الله
إسلام كرموع
نوران سنوبر
نورهان ياسين صبان
عمر الأسدي
بلال مراد
لين أفغاني
شام ريحاوي
كما قدم كوكبة من الشعراء الشباب قصائد جزلة بإلقاء معبر وتناولت معظم المشاركات مايحدث في غزة وفي فلسطين الحبيبة :
عمر أورفه لي
احمد حسن
محمد طارق الفرا
عمر محفوض
محمد رحمة
تناولت قصة القاص الأستاذ رسلان عودة " غاب نهار آخر " أحداثا وقعت في غزة في الماضي تنطبق على العدوان الحالي ايضا ، تتناول معاناة طفل جراء القصف الوحشي الذي جعل عالمه برمته يتداعى بما فيه من أهل وأقارب و مسكن و أثاث .. حيث تفتت كل شيء إلى لحم و أشلاء وأحجار ومزق وغبار بما ضاق به عقل ذلك الطفل الذي يعصف به كل هذا ولبث في الأنقاض أمدا وخرج ناجيا وحيدا من تلك المجزرة ، بذرة حياة وأمل كحبات الزيتون اللامعة التي خبأها في كفه .
وصف السادة الحضور القصة بأنها حولت لغة الكلمات في أذهانهم إلى لغة سينمائية اخذتهم لمعايشة أحداثها ، كما أشار الاديب سامر منصور قائلا : إنها تذكرنا بأفلام نهاية العالم من حيث النسج المعبر للأهوال التي عاشها الطفل وهو يرى عالمه الصغير يتداعى بكل مافيه جراء العدوان الوحشي .
وبدوره شارك الشاعر والصحفي أحمد سيف الشيخ بمجوعة من القصائد والنصوص التي تنوعت في موضوعاتها وقوافيها لتشكل بانوراما لواقعنا .
وفي مشاركته قدم القاص نور الدين الموعد قصتين قصيرتين " الأبيض يليق بك ، ستار الحلم الأخضر " امتازتا بالغة المعبرة وانسيابية السرد وشكلت الانتقالات بين " شخصيات وزمان ومكان القصة الثانية " و سلاسة النقلات عبر الأزمنة و مراحل تطور الشخصية الرئيسة ، شكل كل هذا معادلا موضوعيا بحد ذاته لموضوع القصة القصيرة التي تناولت التنشئة والتربية والعيش في أفق قيم الانتماء والنضال الفلسطيني .
حيث كان الطفل بطل القصة يشكو من قلة اللون الأخضر في حافظة ألوانه برغم كبر حجم حافظة ذلك اللون ، عندما يريد رسم مايراه من وطنه الجميل ، وعندما أضحى شابا رأى أن استعادة اخضرار الوطن بكل أبعاده هي مهمة قلم تلوينه الجديد ألا وهو البندقية ، وانتهت القصة باستشهاد ذلك الشاب ، مع الاستمرار بالاحتفاء باخضرار الوطن وقيم التضحية والشهادة من قبل الأم .
امتازت القصتان بالتكثيف والرهافة .
وبدوره قرأ القاص حمزة الياسين قصة بعنوان " ميلاد آخر " من فئة القصة النفسية تتناول معاناة فتى صغير بعد موت والده ، وعمله في اعمال بسيطة المدخول ومتعبة كنبش القمامة وماشابه ، وتعرضه للتنمر والانهاك الجسدي والنفسي ونظرته الشمولية إلى العالم بوصفه كتلة ظلم حرمته من والده وجعلته يعاني هواجس فقد والدته المريضة أيضا ، وانتهى الأمر بلجوئه إلى العنف لانتزاع مكانته في هذا العالم الذي عنفه نفسيا منذ الصغر ، ورفض السماح لوالدته بأن تقوم بمساعدته على الاستحمام كما اعتادت كتعبير عن اهتمامها و رعايتها ، و قرر أن يستحم بمفرده غاسلا جراحه و الأوساخ التي ألصقها عليه هذا العالم الظالم .
أشاد السادة الحضور بالقصة و وصفها مدير النادي الأديب سامر منصور بالقصة النفسية العميقة لافتا إلى بعض المسائل التي ساهمت في اكسابها هذا العمق .
ومن جهته شارك الشاعر المتألق أيهم الحوري بقصيدة لغزة عبرت عن مدى عظمت تضحياتهم ، بأسلوب يسبي القلوب .
أما الشاعر القدير رضوان قاسم فقدم عدة قصائد ، بعضها قصائد وطنية والأخرى ثرية بفنيات الكتابة الشعرية وتعبر عن إمكانيات الشعر وقيمته كي يستفيد الشعراء والشاعرات من تجربته الشعرية الهامة .
اختتمت الفعاليتان بعدد من النصائح وجهها السادة الحضور لبعض الكتاب والكاتبات من فئة الشباب تمحورت معظمها حول أهمية سلامة اللغة العربية لدى من يريد أن يدخل مجالات الكتابة .
ومن جهته نوه الأديب سامر منصور إلى الحداثة الساطعة والتمكن من فنيات الكتابة الشعرية وطرائق إثراء النص الشعري لدى الشاعر الشاب محمد طارق الفرا و أشاد القاص رسلان عودة بالقصيدة بدوره قائلا : إنها تبشر بولادة مفكر ، فهي قصيدة عميقة وفيها فلسفة واتسمت ب " الحداثة " كما دعى بقية الشعراء الشباب إلى المزيد من الاطلاع والقراءة وتوخي " الحداثة " في كتاباتهم الأدبية .