
كشفت صحيفة جويش كرونيكل اليهودية الصادرة من لندن، تفاصيل جديدة حول عملية تحرير الأسرى الإسرائيليين من مخيم النصيرات في عملية وصفتها بالجريئة وتسببت بجريمة راح ضحيتها نحو 270 شهيداً وأكثر من 700 جريح.
وحسب الصحيفة فقد حصلت المخابرات الإسرائيلية في 12 مايو/آيار 2024، على معلومات حول وجود أربعة أسرى في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وبعدها ركزت كل فروع المخابرات الإسرائيلية جهودها على مدار الساعة لتحديد موقع الاحتجاز بدقة، واستعانت بعملاء سريين مختصين بالاندماج مع السكان المحليين ودخلوا لسوق النصيرات بهدف جمع المعلومات الاستخبارية من السكان، والتحقق من المعلومات الموجودة والتي يزعم الاحتلال حصوله عليها من خلال استجواب عناصر مرتبطة بحركة حماس.
وحسب التقرير الذي ترجمته الحياة برس، تركزت المراقبة الجوية والوسائل التكنولوجية على المنطقة لمدة 19 يوماً، وتم جمع كافة المعلومات اللازمة وتحديد مكان احتجاز الأسرى بدقة، حيث تم احتجاز الفتاة نوعيا أرغاماني في شقة بالطابق الأول في أحد المباني، بينما تم احتجاز ثلاثة آخرين في الطابق الثالث من مبنى آخر يبعد عنه حوالي 200 متر.
وفي بداية شهر يونيو الجاري، تم تقديم المعلومات الاستخبارية لمجلس الحرب، وتم تكليف وزير الحرب ورئيس جهاز الشين بيت بوضع خطة الإنقاذ، وظلت العملية سرية جداً حتى قادة الجيش في غزة لم يكونوا على علم بتفاصيلها، وبدأ التدريب لتنفيذ المهمة.
تسلل فرق من العملاء السريين
في تلك الأثناء تسللت فرق من العملاء السريين لمخيم النصيرات تحت غطاء نازحين من رفح، وكانوا يبحثون عن منزل للاستئجار، وشرعوا بالتوجه للمنزل الذي تتواجد به الأسيرة، وعرضوا مبلغاً كبيراً على أحد سكان المنطقة لتوفير مكان للاستئجار وخلال 3 ساعات حصلوا على مكان إقامة مناسب في نفس الشارع.
وبعد أيام من استقرارهم في المنزل وتعرفوا بشكل جيد على محيط المنطقة، وترددوا على سوق النصيرات وتحققوا من المواقع الدقيقة للأسرى.
وتم تقسيم الفريق الأول لمجموعتين كل مجموعة تتألف من اثنين من قوات الكوماندوز أحدهما متنكر بزي سكان غزة وآخر بزي امرأة ترتدي ثوباً أسود طويل وحجاب، وتسوقوا وتظاهروا بالاهتمام بالبضائع وتحدثوا عن الأوضاع المزرية في غزة في ذات الوقت كان خلفهم أربعة عملاء سريين مسلحين مستعدين للتدخل لأي طارئ.
المجموعة الثانية أربع مجندات متنكرات بزي نساء عربيات محجبات، ويحملن أكياس بلاستيكية بها منتجات غذائية وخضروات، وتوجهن للمكان المحتجز به ثلاثة أسرى يتبعهن أربعة من العملاء السريين المسلحين، وبقي خمسة من أعضاء الفريق مسلحين داخل المنزل المستأجر.
بعد ثلاث ساعات اجتمعت المجموعتان في المنزل المستأجر لتحليل المعلومات التي حصلوا عليها، وبعد التأكد من المعلومات ودقتها وافق مجلس الوزراء على تنفيذ العملية.
في يوم الخميس الموافق 5 يونيو، غادرت الفرقة السرية المنطقة سراً مع بقاء 4 عملاء سريين في المنزل المستأجر للمراقبة والتأكد من عدم نقل الأسرى.
وبضوء أخضر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، تم اخبار قادة الحكومة بالعملية، وفي صباح السبت المشؤوم 6 يونيو، بدأ 28 عنصراً من وحدة النخبة اليمام رحلة اقتحام النصيرات مختبئين داخل شاحنات كالتي تنقل أغراض النازحين والمساعدات الاغاثية، وفي تمام الساعة 11 صباحاً تلقوا أمراً باقتحام كلا الموقعين بنفس الوقت، واستخدمت الفرقة سلماً لاقتحام الغرفة التي يتواجد بها ثلاثة أسرى في حين استخدمت فرقة أخرى الدرج باقتحام المنزل وهو منزل الدكتور أحمد الجمل، ووقع اشتباك عنيف داخل المنزل، وزعمت الصحيفة أن القوة تفاجأت بوجود 30 مسلحاً من حماس بداخله، وحتى أن فرق المراقبة لم ترصد دخولهم للمنزل، وخلال الاشتباك العنيف تمكنت قوة الكوماندوز من تأمين الأسرى الثلاثة داخل حمام الشقة، وكاد أن يكون الخروج من المنزل مستحيلاً لكثافة اطلاق النار وإصابة قائد العملية آرنون زيمورا والذي لقي مصرعه متأثراً بجراحه، كما تعرضت القوة لإطلاق قذيفتي أر بي جي خلال محاولتها الخروج من المنطقة، وهنا بدأ الطيران الحربي والمروحي والمدفعية والكواد كابتر بشن غارات عنيفة جداً على المنازل والطرقات وبشكل جنوني حيث تم استهداف نحو 89 منزلاً وعشرات الأراضي الزراعية والطرقات بهدف خلق حالة من البلبلة الشديدة والتشتيت، كما اقتحمت قوات كبيرة من الدبابات والمدرعات والمئات من جنود غولاني وجفعاتي والمظليين منطقة غرب النصيرات وعملت على تأمين القوة والأسرى تحت غطاء ناري كثيف جداً.
عملية انقاذ الاسيرة تمت بسلاسة حيث تمكن الجنود من اقتحام الشقة وقتل كل من فيها بينهم سيدة وطفلتها، والمغادرة خلال 6 دقائق.
ويشار إلى أن مصادر محلية تحدثت عن عطل أصاب مركبة استخدمتها القوة خلال الانسحاب بالقرب من منطقة الحساينة غرب النصيرات، واقتحمت القوة منزلاً يعود لآل مقداد في المنطقة، وقامت بالاعتداء على سكانه وأعدمت الطفل يامن محمد مطر وأصابت اشقائه بجراح خطيرة أمام نظر والديه.