الحياة برس - في ظل التقدم التكنولوجي السريع، ظهرت ظاهرة مثيرة للجدل تُعرف بـ "المخدرات الرقمية"، التي تشكل تحديًا جديدًا يؤثر على المجتمع. وعلى الرغم من أنها لا تحتوي على مواد كيميائية كما هو الحال مع المخدرات التقليدية، إلا أنها تثير مخاوف مشابهة لتلك التي تثيرها المخدرات التقليدية.

تتمثل "المخدرات الرقمية" في مقاطع صوتية تحتوي على ترددات معينة تعرف بـ "Binaural Beats"، يتم سماعها عبر سماعات الأذن. تشتمل هذه الترددات على اختلاف بين الترددين في كل أذن، ويُعتقد أن هذا الاختلاف يؤدي إلى تغيير في نشاط الدماغ، مما ينتج عنه تأثيرات نفسية شبيهة بتأثير المخدرات التقليدية مثل النشوة أو الاسترخاء أو الهلوسة.

أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، جمال فرويز، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هذه الترددات تتسبب في تأثيرات سلبية على الدماغ، حيث تؤدي إلى تدمير البروتينات في المخ وزيادة إفراز "الدوبامين" المرتبط بالسعادة. مع الاستماع المستمر لهذه الترددات، يبدأ الأشخاص في تجربة هلاوس سمعية وبصرية وحساسية، وهو ما يُشبه تأثير المخدرات التقليدية.

المخاطر المحتملة للمخدرات الرقمية:


الإدمان: قد يتطور الاستخدام المفرط لهذه المقاطع إلى إدمان رقمي، مما يعكس أعراضًا مشابهة لتعاطي المخدرات التقليدية.

العزلة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي الانغماس في هذه الترددات إلى تهميش التفاعل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية.

التأثير النفسي: يشعر بعض المستخدمين بالقلق والاكتئاب في حال عدم تحقيق التأثيرات المرغوبة.

انتشار بين الشباب: يسهل الوصول إلى هذه المقاطع عبر الإنترنت، مما يجعلها شائعة بين الشباب الذين يبحثون عن وسائل "آمنة" لتحسين المزاج أو الهروب من الواقع.

كيفية مواجهة الظاهرة:


التوعية: نشر الوعي بين الشباب وأولياء الأمور حول مخاطر هذه الظاهرة.
المراقبة الأبوية: متابعة ما يستمع إليه الأطفال والمراهقون على الإنترنت.
تعزيز الأنشطة البديلة: تشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة رياضية وفنية تحقق لهم احتياجات نفسية إيجابية.
البحوث العلمية: استثمار المزيد من الدراسات العلمية لفهم مدى تأثير المخدرات الرقمية على الدماغ.
في النهاية، تظل المخدرات الرقمية قضية معقدة تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة لفهم تأثيراتها المحتملة على العقل والمجتمع.


calendar_month29/01/2025 01:17 pm