
إسرائيل تفرض التصعيد و مخطط الأعمار
تشهد منطقة الشرق الأوسط وخاصة قطاع غزة حالة من التوتر المتصاعد مع اقتراب نهاية الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس. في ظل تهديدات متبادلة وعمليات عسكرية متفرقة تبرز محاولات دولية وإقليمية لإنقاذ الوضع من الانزلاق نحو حرب شاملة. مع إعطاء إسرائيل حماس والوسطاء مهلة عشرة أيام كفرصة أخيرة للتفاوض، تبقى التساؤلات حول إمكانية تجنب الصراع واستئناف عملية الإفراج عن الأسرى، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المنادية بضرورة إدارة غزة بشكل جديد بعد سنوات من الحروب والمعاناة تبقى معالم غزة مجهولة بعد الضغط على حماس بالانسحاب من الواجهة هل التشاور الاخير في القمة هو تعرية الحزام الامني لغزة وإرساء قواعد الوجود الاسرائيلي ؟ .
أعلنت مصادر إسرائيلية أن الوضع الحالي يشبه "الطريق المسدود" مع تهديدات بالعودة إلى الحرب إذا لم تنجح المفاوضات في تحقيق تقدم ملموس. من جهتها أكدت نائبة المبعوث الأمريكي أن الرئيس ترامب يقف إلى جانب إسرائيل في أي قرار تتخذه، مشددة على أن الجميع يريد تجنب العودة إلى القتال، لكن مع ضرورة التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى وضمان خروج حماس من الحكم.
في هذا السياق من المقرر أن يزور المبعوث الأمريكي المنطقة نهاية الأسبوع الجاري مما قد يعطي دفعة جديدة للمفاوضات كما يترقب الجميع نتائج القمة العربية في القاهرة، والتي من المتوقع أن تعلن عن خطة لإدارة غزة وإعادة الإعمار، يتم تقديمها لكافة الأطراف. ولاندري إذا كانت هذه الخطة ستجد ترحيب من قبل قطاع غزة في حال التوصل لاسقاط الجناح العسكري لحماس.
وعلى الأرض الواقع تستمر التوترات مع استهدافات إسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. كما تم انتشال جثامين أربعة شهداء من تحت الأنقاض في تل الهوى، فيما تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المدفعي شرق خانيونس والبريج.
من جهة أخرى يهدد الحوثيون باستئناف قصف إسرائيل في حال عودة الحرب على غزة مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي. وفي الوقت نفسه يسجل الإعلام الحكومي في غزة 115 شهيدا و400 انتهاك ارتكبها الاحتلال منذ بدء وقف إطلاق النار.
أما على الصعيد الدولي فقد حذر الصليب الأحمر والأمم المتحدة من انهيار وقف إطلاق النار مطالبين بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما أعلن وزيرا الداخلية والخارجية الإسرائيليان تأييدهما لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية بينما ويؤكد مجلس الأمن القومي الأمريكي دعمه لخطوات إسرائيل تجاه غزة متهما حماس بعدم الاهتمام الجدي بالمفاوضات.
في غضون ذلك تتصاعد الأصوات داخل إسرائيل حول ضرورة إنهاء حكم حماس مع توقعات بعودة قصيرة للحرب للضغط على الحركة وصناعة مشهد ديموغرافي جديد يوحي بانهاء تشكيلة كبيرة من العرق الفلسطيني ومع وصول المبعوث الأمريكي إلى المنطقةيوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقترح يشمل وقف إطلاق نار لمدة 50 يوما مقابل الإفراج عن نصف الأسرى مع إمكانية التفاوض على وقف دائم للحرب.
في ظل هذه التطورات المتسارعة يبقى مستقبل غزة والمنطقة بأكملها معلقا بين خيارين إما العودة إلى الحرب التي ستزيد من معاناة أهل غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية أو التوصل إلى اتفاق دائم يفتح الباب أمام إعادة الإعمار وفق شروط تعسفية بين تهديدات إسرائيلية وأنهاء تواجد حماس في المنطقة لتبرز الحاجة إلى جهود دولية وإقليمية جادة لإنقاذ الوضع من الانهيار. في ظل كل هذه الجهود هل ستنجح الدبلوماسية في تحقيق ما فشلت فيه الحرب؟ أم أن المنطقة ستشهد فصلا جديدا من الصراع الذي طال أمده؟ هل غزة ستفقد ملامحها العربية الاسلامية ؟ كيف سيرسم اعضاء قمة القاهرة الخريطة الديموغرافية ؟هل الوفد العربي في القمة قادر على ارساء الحقوق وسن بنود تعيد البصمة الغزوية في المنطقة اما ستكون مخرجات تفقد القضية من بذور ووجودها السياسي والعسكري .
بقلم حكيمة شكروبة / الجزائر