وأضاف النادي في بيان، اليوم السبت، أن رسالة الحملة تتمثل باستعادة مطلبنا بحرية أسرانا، وعلى رأسهم المرضى الذين يواجهون جريمة الإهمال الطبي "القتل البطيء" الممنهجة، والتي عمل الاحتلال على مدار عقود من تطوير أدواته واستهدافهم جسديا ونفسيا.
وتابع، أن الوضع الصحي المزمن الذي وصل له عشرات الأسرى ما هو إلا نتاج لجملة من الأدوات الممنهجة بحقهم والتي يواجهونها منذ لحظة الاعتقال، وتُشكل عملية المماطلة الممنهجة أبرز هذه الأدوات، فكل إجراء يحتاجه الأسير المريض لمتابعة حالته الصحية، يستغرق أشهرا وسنوات، ومنها الفحوص الطبية والعمليات الجراحية.
وأكد أن رسالة الأسرى ليست فقط ضمان تقديم العلاج لهم في السجون، بل بأن الحرية هي الأساس، بعد أن تجاوز البعض منهم أكثر من 40 عاما في الاعتقال، لافتا إلى أن الأسير وليد دقة واحد من بين 23 أسيرا معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو، إضافة إلى (11) أسيرا من القدامى الذين واجهوا الاعتقال منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو، وحرروا في صفقة "وفاء الأحرار" وأعيد اعتقالهم عام 2014.
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، نحو (700) أسير، منهم (200) أسير يعانون من أمراض مزمنة وهم بحاجة إلى أن يكونوا بين عائلاتهم وتقديم الرعاية الصحية، ومنهم الأسرى الذين يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة أبرزهم: (وليد دقة، وعاصف الرفاعي، وأحمد أبو عواد، وموسى صوفان، وعلي الحروب).
ولقد شكلت ما تسمى "بعيادة سجن الرملة" المحطة الأبرز، والأكثر ارتباطا في قضية الأسرى المرضى، وفي حياتهم الاعتقالية، وكذلك شهداء الحركة الأسيرة، حيث يحتجز فيها أصعب الحالات، ومنهم عدد من الجرحى، ومن بين الأسرى القابعين فيها، احتجزوا فيها منذ يوم اعتقالهم، حيث مر على اعتقال بعضهم أكثر من 20 عاما، كما شكلت المحطة الأخيرة للعديد من شهداء الحركة الأسيرة منهم: الشهيد سامي ابو دياك، وبسام السايح، وكمال ابو وعر، وناصر أبو حميد.
ويقبع في بعض السجون عدد من المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، منها (عسقلان) الذي احتجز فيه الأسير دقة، قبل نقله إلى المستشفى مؤخرا، ويعتبر من أسوأ السجون من حيث البنية، والظروف الاعتقالية، وهو من أقدم السجون التي أقيمت لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين.
ووفقا لتوثيق المؤسسات المختصة، فمنذ عام 1967، استشهد (236) أسيرا كان من بينهم (75) استشهدوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد، آخرهم الشهيد أحمد ابو علي من مدينة يطا جنوب الخليل، علما أن العديد منهم لم يشتكوا قبل اعتقالهم من أمراض أو مشاكل صحية، هذا وعدا عن أن جزءا من الأسرى المرضى استشهدوا بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم، منهم الشهيد حسين مسالمة من بيت لحم، الذي شُخصت إصابته بالسرطان وهو معتقل، وتبين أنه في مرحلة متقدمة، وجرى الإفراج عنه، وارتقى بعد فترة وجيزة.
كما أن المئات من المحررين استشهدوا نتيجة لأمراض ورثوها من السجون، مع التأكيد على أن تاريخ توثيق شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، لا يعني أنه وقبل هذا التاريخ لم يكن هناك شهداء من المعتقلين والأسرى في سجون الاستعمار.