وحسب الصحيفة فإن المسرب هو شاب في العشرينيات من العمر مولع بالأسلحة النارية كان يعمل في قاعدة عسكرية، قام بمشاركة تلك الوثائق مع 20 من زملائه ورفاقه المؤمنون بنظرية المؤامرة عبر منصة للألعاب الإلكترونية.
وأضافت بأن الشخص الملقب بـ "OG" قام بمشاركة الوثائق مع أصدقائه على موقع ألعاب إلكترونية معظمهم من الرجال والشباب يجمعهم حب البنادق والعتاد العسكري.
مشيرة لحصوله على تلك الوثائق خلال عمله في قاعدة عسكرية بدون تحديدها، وقال أحد أفراد المجموعة والبالغ من العمر 18 عاماً، أن الرجل الذي يتم التعامل معه على أنه زعيم المجموعة، نشر مئات الرسائل طوال أشهر ونشر مقتطفات استخبارية سرية ولذا يعتبر بأنه مطلع على الأسرار العسكرية.
منوهة إلى أنه قام بنسخها بيده لعدة إمكانية تصويرها بالهاتف لأنه يحظر على داخليها حمل الهواتف أو أجهزة الكترونية.
وأكمل المتحدث المذكور الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن المسرب أخبرهم بوجود وثائق سرية حول مكان وتحركات قادة سياسيين كبار، بالإضافة لتكتيكات عسكرية وتحليلات جيوسياسية، وتدخل الحكومات الأجنبية في نتائج الانتخابات.
كذلك أكد التقرير أن المنشورات ما هي إلا مجرد "رشفة صغيرة من سيل أسرار" خطط OG لنشره، إلا أنه أدرك أنها تحتاج وقتاً، لهذا بدأ الأسبوع الماضي بنشر مئات منها.
ووفق الصحيفة، أكد عضوان في المجموعة لها أنهما يعرفان الاسم الحقيقي لـ OG وكذلك الولاية التي يعيش ويعمل فيها لكنهما رفضا مشاركة هذه المعلومات.
وظهر الأخير في مقطع فيديو قالت "واشنطن بوست" إنها اطلعت عليه، وهو يقف في ميدان للرماية مرتديا نظارات السلامة وأغطية الأذن ويحمل بندقية كبيرة، ويصرخ بسلسلة من الإهانات العنصرية والمعادية للسامية في الكاميرا، ثم يطلق عدة طلقات على الهدف.
كما أعرب العضوان عن انجذابهما لشجاعة OG ومهارته بالأسلحة وقدرته على معرفة أشياء سرية واستنتاجاته وتوقعاته عن أحداث مستقبلية.
وأشاروا إلى أنهم تعرفوا على بعضهم من خلال متابعة أحد مدوني الأسلحة على يوتيوب، ثم انتقلوا إلى مجموعة Discord وقال أحدهم إنه التقى OG شخصيا، واصفا ً إياه بأنه "قائد المجموعة بلا منازع"، وأنه "غضب حينما تجاهل أعضاء المجموعة قراءة المنشورات السرية".
وقالا إن OG كان لديه وجهة نظر سيئة عن الحكومة، وقد تحدث عن الولايات المتحدة، وخاصة أجهزة إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات، كقوة شريرة سعت إلى قمع مواطنيها وإبقائهم في الظلام. وتحدث عن تجاوزات أيضاً.
وبحسب المصدر، فإن بإمكان OG أن يضع يديه على بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية حراسة في الحكومة الأميركية، خصوصا وأنه قام بتحميل المستندات إلى المجموعة خلال الشتاء الماضي، لكن في 28 فبراير/شباط بدأ مراهق آخر من أعضاء المجموعة في نشر الصور على مجموعة أخرى.
وفي 4 مارس/آذار، ظهرت 10 وثائق على خادم Discord فيه أعضاء مهتمون بلعبة فيديو شهيرة، ثم أصبحت الوثائق السرية للغاية بعدها متاحة للآلاف من مستخدمي التطبيق، لكن الحكومة الأميركية لم تعرف بالتسريب إلا بعد شهر.
في حين توقف OG عن مشاركة صور جديدة في مارس/آذار، حتى شاركت في أبريل/نيسان منصات تلغرام روسية بعضا منها.
وقال مصدر الصحيفة إنه كان على اتصال مع OG في الأيام القليلة الماضية، حتى مع مطاردته من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وإطلاق البنتاغون تحقيقه الخاص في التسريبات.
كما تابع العضو إنه "بدا مرتبكا للغاية وضائعا بشأن ما يجب القيام به، مضيفا إنه يدرك تماما ما يحدث وما قد تكون عليه العواقب، لكنه غير متأكد من كيفية حل هذا الموقف، ويبدو أنه في حالة ذهول شديد حياله، ولفت إلى أن OG نصح رفاقه بالحذر وحذف أي معلومات قد تتعلق به.
واشنطن بوست تحت المطرقة
المغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن استهجانهم من هذه التفاصيل، معبرين عن عدم تصديقهم للروايات التي تتحدث عن إمكانية تسريب وثائق سرية للغاية من شباب صغار في السن، متسائلين كيف تمكن حديثي السن من الوصول لمثل هذه الملفات التي لا يمكن أن يديرها سوى أهل خبرة وممارسة طويلة في العمل الأمني والسياسي.
وأطلق المغردون هشتاقات عبر موقع تويتر وكتبوا خلالها الكثير من التغريدات التي تتهم الصحيفة الأمريكية بالكذب والخداع.
يشار إلى ان نشر تلك الوثائق أصاب الولايات المتحدة الأمريكية بحالة من الإحراج مع حلفائها الذين ذكروا في تلك الوثائق بشكل يشير إلى أن الإدارة الأمريكية لا ترغب بهم.
في الطرف الآخر يرى الجانب الروسي الذي يتعلق به الكثير من تلك الوثائق وبحربه في أوكرانيا، أنه قد تكون تلك الوثائق خدعة أمريكية لا أكثر.