الحياة برس - تشهد أسواق الحلال في قطاع غزة تراجعًا في إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، وذلك على الرغم من اقتراب عيد الأضحى لعام 2023، حيث يبقى أقل من ثلاثة أسابيع. يشعر التجار بالقلق والخوف من تأثير الوضع الاقتصادي على السكان ومن تداعيات ضعف الإقبال على شراء المواشي، خاصةً مع ارتفاع أسعار اللحوم مقارنةً بالأعوام السابقة.
ووفقًا للمعاهد والمراصد الفلكية، سيكون أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 2023 يوم الأربعاء الموافق للـ 28 من يونيو.

عادةً في هذا الوقت من العام، يتوجه سكان قطاع غزة إلى أسواق الحلال لحجز وشراء الأضاحي استعدادًا لعيد الأضحى المبارك. ولكن هذا العام، تشهد الأسواق ضعفًا في الإقبال بسبب ارتفاع أسعار لحوم الخرفان والعجول مقارنةً بالأعوام السابقة.

يعبر أحد تجار المواشي في قطاع غزة عن استيائه من قلة الإقبال على منتجاته، حيث يقول: "لم نتمكن من بيع أي رأس من الأغنام أو العجول خلال العشرة أيام الماضية، وهذا يتسبب في خسائر كبيرة لنا، خاصةً مع استهلاك المواشي كميات كبيرة من الطعام وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ".

ويضيف التاجر بحالة من اليأس بسبب ضعف حركة الأسواق قائلاً: "نحن نبيع المواشي بأسعار أقل من تكلفتها الحقيقية، حتى لا تتراكم لدينا بعد عيد الأضحى وتتسبب في خسائر كبيرة. على الرغم من توفر الأضاحي لاحتياجات المستهلكين، إلا أن الإقبال ضعيف".

ووصف الموسم الحالي بأنه الأسوأ من ناحية الإقبال على شراء الأضاحي في قطاع غزة على مدار العشر سنوات الماضية، مما يتسبب في خسائر كبيرة للتجار.

من جانبه، يعلق تاجر آخر على ضعف موسم الأضاحي قائلاً: "الإقبال ليس كما في السنوات الماضية، ونأمل أن تتحسن حركة الأسواق خلال الأيام القادمة".

وبالنسبة للأسعار، يقول التاجر: "شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار مقارنةً بالأعوام السابقة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا".

وتوضح وزارة الزراعة في قطاع غزة أن متوسط سعر الخروف يصل إلى نحو 300 دينار أردني، أو ما يعادل 420 دولارًا أمريكيًا، مع توفر 35 ألف خروف جاهز للأضحية في القطاع.

وتشير الوزارة إلى أن المواشي تُورد عبر النافذة المصرية أو عبر معابر الاحتلال الإسرائيلي، ولا يُسمح للسلطات بالاستيراد المباشر من دول المنتجة مثل أستراليا ونيوزيلندا، وهو ما يزيد من تكاليف الاستيراد ويؤثر سلبًا على الأسعار في القطاع.

يعزى ارتفاع أسعار الأضاحي من العجول والأغنام إلى ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف عالميًا، ويوضح التاجر أن هذا الغلاء ليس بسبب استغلال التجار في قطاع غزة، بل يعود لارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد.

يستهلك قطاع غزة في موسم الأضاحي ما يقارب 15 ألف رأس عجل وأكثر من 25 ألف رأس غنم، تستورد من إسرائيل وبعض الدول الأوروبية. في حال توفير فرص الاستيراد المباشر من دول المنتجة، ستنخفض الأسعار بشكل كبير وتتيح للتجار تقديم الأضاحي بأسعار أقل للمواطنين في قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن الأضاحي تمثل جزءًا هامًا من تقاليد العيد في قطاع غزة والعالم الإسلامي، وتعتبر مناسبة للتضحية وتقديم الأضاحي للفقراء والمحتاجين، وتعكس قيم التكافل والتراحم في المجتمع. 

ومع تزايد القلق بشأن الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، يبقى الأمل أن يتحسن الوضع في الأيام المقبلة ويتمكن الأهالي من شراء الأضاحي بأسعار معقولة والاحتفال بعيد الأضحى المبارك بفرحة وسعادة.
calendar_month10/06/2023 03:39 pm