الحياة برس - كشفت شركات سياحية عن سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمواطنين من قطاع غزة بالسفر عبر مطار رامون ولكن وفقاً لعدة شروط.
وأوضحت الشركات حسب وسائل إعلام محلية، أنه سيسمح لأهالي غزة الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً، ذكوراً واناثاً بالسفر عبر المطار بشرط عدم وجود منع أمني، كما سيسمح للأسر اصطحاب أطفالهم معهم.
وأفادت المصادر أن تكلفة السفر عبر مطار رامون للفرد ستبلغ 500 دولار، وتشمل تصريح السفر، ووسائل النقل من معبر إيرز إلى مطار رامون ذهابًا وإيابًا، وتذكرة الطيران من مطار رامون إلى أنطاليا والعودة، بالإضافة إلى جميع ضرائب المطارات.
وستكون هناك رحلات سفر كل يوم اثنين، بدءًا من تاريخ 3 يوليو 2023 القادم.

مطار رامون

يقع مطار رامون الدولي شمال مدينة إيلات بمسافة تقدر بحوالي 18 كيلومترًا، ويبعد حوالي 340 كيلومترًا عن مدينة القدس المحتلة. يحمل اسم إيلان رامون تيمنًا بذكرى العالِم الفضائي الإسرائيلي الأول الذي رحل إلى الفضاء.
تم بناء مطار رامون في عام 2019 كجزء من جهود إسرائيل لاستبدال مطار إيلات القائم داخل المدينة بسبب حجمه الصغير، واستبدال مطار عوفدا العسكري الذي يبعد حوالي 65 كيلومترًا شمال إيلات وكان من المخطط أن يستقبل رحلات مدنية أيضًا. على الرغم من صغر حجمه، إلا أن مطار رامون متطور جدًا، حيث يتميز ببرج مراقبة حديث وسوق حرة معفاة من الضرائب ومرافق واسعة. وتخطط إسرائيل لتجهيز المطار لاستقبال حوالي 500 ألف مسافر دولي وأكثر من مليون ونصف مليون مسافر داخلي سنويًا بين المطارات الإسرائيلية.

أثناء بناء مطار رامون، تم تجاهل إسرائيل البروتوكولات العالمية لبناء المطارات التي يراقبها الاتحاد الدولي للنقل الجوي، حيث لم تلتزم بالمسافات اللازمة بين المطارات وتجاهلت وجود مطار الملك حسين في مدينة العقبة القريبة جدًا، ويمكن أن يتسبب ذلك في حوادث جوية واضطرابات في حركة الطائرات بسبب المزاحمة بين مطارين مجاورين.

بعد العدوان على غزة في عام 2014 وإمكانية إغلاق مطار بن غوريون بسبب الصواريخ الفلسطينية، قررت إسرائيل توسيع أعمال البناء في مطار رامون الذي كان لا يزال قيد الإنشاء حينها، بهدف توفير مطار بديل يمنع عزل إسرائيل عن العالم خلال فترات الحروب. وبالتالي، تم تطوير مطار رامون ليصبح مطارًا دوليًا بدلاً من مطار محلي.

تدرك إسرائيل أن مشروع مطار رامون، الذي استغرق حوالي 1.7 مليار شيكل ويغطي مساحة تبلغ حوالي 14 ألف دونم وقابل للتوسيع، فشل. فقد شهد مطار رامون في عام 2019 سفر حوالي 348 ألف مسافر دولي، وتراجع هذا العدد إلى 126 ألف مسافر في عام 2020، وانخفض إلى 4800 مسافر فقط في عام 2021. وفي الربع الأول من عام 2022، سافر فقط 20 مسافرًا على متن 9 طائرات مختلفة.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض الاهتمام الإسرائيلي بمطار رامون، وتشمل تداعيات جائحة كوفيد-19 وإغلاق المطارات وارتفاع أسعار التذاكر والمسافة البعيدة. لكن إسرائيل تدرك أن هناك حاجة ملحة لإنقاذ المطار عن طريق جذب مزيد من الرحلات الدولية وتشغيله بشكل أكثر فاعلية. 

قد يساهم السماح للفلسطينيين بالسفر من هذا المطار في إنقاذه، حيث لن يسهم الاستخدام المحدود من قبل الإسرائيليين وحدهم في إحياء المطار وتشغيله بشكل فعال. 

بالإضافة إلى ذلك، قد يسهم الاستخدام الواسع من قبل المسافرين الفلسطينيين في توفير البيئة الملائمة لتوسيع المطار وتطوير بنيته التحتية بما يتوافق مع رؤية إسرائيل لإنشاء مطار دولي ضخم إلى جانب مطار بن غوريون الدولي.
calendar_month24/06/2023 11:39 am