الحياة برس - يعد مخيم عين الحلوة واحدًا من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ويقع في مدينة صيدا، جنوب لبنان.
يعتبر المخيم منذ إنشائه في عام 1948 مأوى لللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من قراهم جراء حرب عام 1948 التي أدت إلى تأسيس دولة الاحتلال الاسرائيلي، وقد توسع المخيم بشكل كبير بسبب تدفق اللاجئين الفلسطينيين الجدد والأجيال اللاحقة.
تاريخ مخيم عين الحلوة:
عاش المخيم في عملية تطور مستمرة على مدى سنوات عديدة، وقد تكبد سكانه الكثير من المصاعب والتحديات، حيث كان ولا زال يعاني من صراعات داخلية وصراعات مع السلطات اللبنانية، مما أثر بشكل سلبي على ظروف المعيشة فيه.
في عام 1982، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، شهد مخيم عين الحلوة مواجهات دامية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، استمر التوتر والصراع في المخيم، وتصاعدت المطالبات بتحسين ظروف المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية.
وضع المخيم حاليًا:
يعاني مخيم عين الحلوة حاليًا من مشاكل عديدة تؤثر على حياة سكانه، ويعيش الفلسطينيون في المخيم ظروفاً صعبة، حيث يفتقرون إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والكهرباء، وتعاني البنية التحتية في المخيم من الإهمال والتآكل.
وتشهد المخيمات الفلسطينية عمومًا في لبنان، بما في ذلك مخيم عين الحلوة، زيادة في عدد السكان نتيجة لتدفق اللاجئين السوريين الذين هربوا من النزاع في بلادهم، هذه الزيادة في الكثافة السكانية يضيف ضغوطًا إضافية على المخيم والبنية التحتية المتدهورة.
على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها مخيم عين الحلوة، إلا أنه يظل محورًا هامًا للنشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية للفلسطينيين في لبنان. يشهد المخيم أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وتربوية تهدف إلى تعزيز الهوية الفلسطينية والتمسك بالحقوق الوطنية.
تسعى العديد من المنظمات الدولية والمحلية إلى تقديم المساعدة والدعم لسكان المخيم، من خلال تحسين ظروف المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة ماسة إلى جهود مشتركة من جانب الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لمعالجة القضايا العالقة وتحسين وضع سكان مخيم عين الحلوة وغيرهم من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وانتشرت مؤخراً جماعات مسلحة تصف نفسها بـ "الإسلامية"، وتعمل بين الحين والآخر على خلق الخلافات مع حركة "فتح" التي تدير المخيمات وأمنها، وقامت إحدى تلك الجماعات بتنفيذ عملية اغتيال جبانة ضد قائد الأمن الوطني في صيدا وأربعة من مرافقيه يوم الأحد الموافق 30/7/2023، وهو ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة، وصلت حصيلتها لنحو 9 قتلى.