الحياة برس - نشر الأرشيف الإسرائيلي محضر جلسة الحكومة الإسرائيلية التي عقدت قبل 30 عاماً في 30 أغسطس/آب 1993م برئاسة إسحاق رابين، وتم خلالها المصادقة على اتفاقية أوسلو "اتفاق المبادئ" كطريق للتوصل لإتفاق سلام مع الفلسطينيين وممثلهم منظمة التحرير الفلسطينية.
ونشر الإعلام الإسرائيلي الثلاثاء، تفاصيل عن الاختلاف في آراء المسؤولين الإسرائيليين وتخوفهم من نتائج الإتفاق والنقاشات التي وصفت بأنها مشحونة حول الأمر، والتي انتهت بموافقة 16 وزيراً ومعارضة اثنين.
وقال حاييم رامون وزير العدل والصحة السابق في حكومة رابين، خلال لقاء مع إذاعة إسرائيلية الأربعاء حسب ترجمة الحياة برس، أن البعض في إسرائيل كان سعيداً بالتوصل لاتفاق مع الفلسطينيين ولكن كان القلق من وجود أطراف "متطرفة" في الجانبين ستسعى لنسفه بكل قوة.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية في بداية الأمر لم تكن جادة في ملاحقة المقاومين الفلسطينيين وكانت تسمح لهم بالعمل على الأرض، في حين أن بالجانب الإسرائيلي متطرفون سعوا لتدمير الإتفاق حيث قام المتطرف باروخ جولدشتاين بتنفيذ مجزرته المروعة في الحرم الإبراهيمي بالخليل ضد المصلين الفلسطينيين.
مشيراً إلى انه بعد اغتيال المهندس في حركة حماس يحيى عياش، قامت السلطة الفلسطينية بالمزيد من الأنشطة لضبطت المقاومين وانخفضت حدة العمليات، وكان يسجل في كل عام تقريباً 13 حدثاً مقاوماً ضد الاحتلال.
وجاءت هذه الجهود من السلطة الفلسطينية في ظل سعيها لفرض سلطتها في محاولة للتوصل لاتفاق يمكن من خلاله جلب جزء كبير من الحقوق الفلسطينية، وتفويت الفرصة على الاحتلال لاستغلال أي حدث للتنصل من الاتفاقيات.
وفي سياق حديثه قال حاييم أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كان رجل مقاتل ورجل دولة في نفس الوقت، وجمع بين الحنكة السياسية والمقاومة التي وصفها حاييم بـ "الإرهاب".
وأضاف أن الجانب الإسرائيلي كان يتقدم خطوة خطوة في الاتفاقيات مع الحرص على استخلاص النتائج والعبر ومتابعة ما يحدث، مشيراً إلى أن أوسلو تم إحباطها بشكل مقصود وأن ايهود باراك اعترف بذلك وقال أنه ضد أوسلو.
كما رأى حاييم أن التوجه العام في الحكومة الإسرائيلية كان يرى أن الاستيطان في قطاع غزة كان خطأ، وأن هناك كيبوتس ديني كان مسؤولاً عن ذلك، ولكن كان حزب العمل يعد مسؤولاً أيضاً بصفته يتحكم بزمام الحكم.
مشيراً إلى ان رابين كان في البداية متردد في إزالة المستوطنات وقال وقتها أنه سيكون مثل بيغن ولن يخلي المستوطنات مؤقتاً.
وعند بداية الاتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية، أشار حاييم إلا أن الاتصال الأول تم مع الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس أبو مازن، من خلال وساطة أحمد الطيبي، وتم التاكد من وجود جدية للتوصل لاتفاق أوسلو، وأرسل رابين أسئلة مكتوبة لتونس مع الطيبي وأجاب عليها أبو مازن.
وكشف حاييم أن رابين كان لا ضد منظمة التحرير الفلسطينية وحتى خلال الحديث عن إتفاق أوسلو كان يدرس اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في غزة.
وعن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، قال حاييم أن باراك وصفه بهتلر، مشيراً إلى أن اليمين الذي ينتمي له نتنياهو قد قتل رابين، وكان اليمين بأسره عدوانياً للغاية.

calendar_month30/08/2023 01:20 pm