النشأة والتعليم
وُلِد يحيى السنوار في عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة. نشأ في بيئة قاسية بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تعاني منها فلسطين. منذ صغره، كان متأثراً بالقضية الفلسطينية، مما دفعه إلى الانخراط في العمل السياسي والنضالي.
تلقى السنوار تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس المخيم، ثم انتقل إلى الدراسة الجامعية في الجامعة الاسلامية في غزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي. خلال سنوات دراسته، بدأ في الانخراط في الأنشطة الطلابية والسياسية، مما ساعده على تشكيل رؤيته السياسية والنضالية.
الاعتقال والسجن
في عام 1989، تم اعتقال السنوار من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، وتشكيل جهاز أمني للحركة باسم "مجد"، خلال فترة اعتقاله واجه صنوفاً من التعذيب وسوء المعاملة.
قضى في السجون الإسرائيلية حوالي 22 عاماً، وبرز خلال تلك الفترة كقائد للمعتقلين، حيث كان يسعى إلى تعزيز روح المقاومة بين الأسرى. في عام 2011، أُفرج عنه في إطار صفقة تبادل الأسرى "شاليط"، التي كانت تمثل نقطة تحول في حياته.
القيادة في حماس
بعد الإفراج عنه، تولى السنوار العديد من المناصب القيادية في حركة حماس، وتم انتخابه رئيساً للحركة في غزة في عام 2017. تحت قيادته، حاولت حماس تعزيز موقفها السياسي والعسكري، كان يُعرف بمواقفه الثابتة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، ورفضه للتنازلات في القضايا الأساسية مثل حق العودة.
التحديات والانجازات
واجه السنوار تحديات كبيرة خلال فترة قيادته، بما في ذلك الحصار المفروض على غزة، وتصاعد التوترات مع إسرائيل. ومع ذلك، استطاع أن يحافظ على تأثير حركة حماس كقوة رئيسية في السياسة الفلسطينية. عمل على تطوير الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في غزة، رغم الظروف الصعبة.
الوفاة "الاستشهاد"
استشهد يحيى السنوار في عام 2024، بعد مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة يوم 17 أكتوبر، تاركاً خلفه إرثاً معقداً من النضال والمقاومة، وكان يعتبر رمزاً من رموز الحركة الفلسطينية، وقد ترك بصمته في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال.