الحياة برس - كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل أصبحت خاضعة بشكل كامل للأجندة الأمريكية، وتنفذ مطالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل يتسم بالتواضع، وسط مخاوف من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يواجه نفس المعاملة التي تلقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض إذا تجرأ على الرفض.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية التي كانت في وقت ما توصف بـ "شهر العسل" قد انتهت، حيث تحطمت آمال تل أبيب في وجود شريك استراتيجي في البيت الأبيض. وأوضحت أن نتنياهو كان يرحب بترامب كشخص يتخذ القرارات نيابة عنه، وهو ما تضمن فرض المرحلة الأولى من صفقة التبادل عبر مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، وهي خطوة لم يكن نتنياهو راغبًا بها.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تجبر إسرائيل الآن على تطبيق اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الذي كان نتنياهو قد وصفه سابقًا بـ "اتفاقية خيانة واستسلام"، لكنه أصبح الآن مضطرًا لتنفيذه رغم تعهده بإلغائها.

وأضافت الصحيفة أن ترامب فرض على إسرائيل أيضًا قبول مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، فضلًا عن الإصرار على استمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وهي مطالب لا يمكن لنتنياهو رفضها.

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل بدأت تكتشف بدهشة أن ترامب لا يكتفي بكونه رئيس الولايات المتحدة، بل يسعى أيضًا للعب دور مؤثر في سياسات تل أبيب، بينما تقبل الحكومة الإسرائيلية جميع مطالبه.

وفي هذا السياق، يبدو أن اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان يمثل مصلحة أمريكية وسعودية تهدف إلى تعزيز مكانة الرياض في المنطقة على حساب إضعاف إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق مع السعودية، سواءً لنيل جائزة نوبل أو لتعزيز مصالحه المالية من خلال الأموال السعودية، دون أن يجرؤ نتنياهو وحكومته على إبداء أي معارضة.
 
calendar_month12/03/2025 11:49 am