الحياة برس - تصاعدت الأزمة الداخلية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس على خلفية إعلان الأخيرة عن انخراطها في مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، وهو ما أثار ردود فعل قوية من الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح، التي اعتبرت هذه الاتصالات تجاوزًا للشرعية الوطنية الفلسطينية والالتفاف على القرارات العربية والدولية الداعمة للقضية الفلسطينية.

في هذا السياق، أصدرت مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن ورقة تقدير موقف تناولت الأبعاد السياسية لهذه الاتصالات وتأثيرها على الموقف الوطني الفلسطيني والمصالح الاستراتيجية للشعب الفلسطيني.

  • الخلفية السياسية للأزمة
تزامنت التقارير عن اتصالات حماس مع الولايات المتحدة مع انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، مما أثار الاتهامات بأن حماس تسعى لإفشال التوافق العربي الفلسطيني وتقويض الجهود المشتركة لدعم القضية الفلسطينية.

وأوضحت الورقة أن الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر أن هذه الاتصالات تتعارض مع القانون الفلسطيني الذي يجرم التخابر مع جهات أجنبية، محذرة من أن هذه الخطوات قد تضعف الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

التداعيات السياسية للاتصالات الخارجية لحماس


تقويض الوحدة الوطنية الفلسطينية:
تسعى حماس إلى انتزاع شرعية دولية منفصلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، مما يضعف قدرة الفلسطينيين على التفاوض كجبهة موحدة، ويُعيد إنتاج الانقسام بين غزة والضفة الغربية.

التأثير على الدعم العربي والدولي:
أثارت هذه الاتصالات قلق الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مما قد يؤدي إلى تراجع الدعم العربي والدولي لحماس.

منح الاحتلال ذرائع إضافية:
قد تستغل إسرائيل هذه الانقسامات لتبرير سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، مما يعزز المخاوف من تراجع الإجماع الوطني الفلسطيني.

الأبعاد الإقليمية والدولية


الدور الأمريكي وإعادة ترتيب الأوراق الإقليمية:
تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، من خلال تحييد بعض الفاعلين واستبدالهم بجهات أكثر توافقًا مع سياساتها.

الدور الإيراني والدعم لحماس:
تتلقى حماس دعمًا سياسيًا وعسكريًا من إيران، مما يعقد العلاقة بين الحركة والدول العربية التي ترى في إيران تهديدًا لمصالحها الإقليمية.

السيناريوهات المستقبلية والتوصيات

السيناريو الأول: تصعيد الانقسام الفلسطيني:
استمرار حماس في اتصالاتها الخارجية قد يزيد من التوتر مع السلطة الفلسطينية، مما يعمق الانقسام الداخلي.

السيناريو الثاني: احتواء الأزمة والعودة إلى الوحدة الوطنية:
قد تتراجع حماس عن هذه الاتصالات إذا تعرضت لضغوط داخلية وخارجية، مما يتطلب جهودًا دبلوماسية من الدول العربية والسلطة الفلسطينية لإعادة توحيد الصف الفلسطيني.

التوصيات:


التمسك بالإطار الشرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني.
تعزيز جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.
توحيد الجهود العربية لدعم القضية الفلسطينية ومنع محاولات التشتيت والتفكيك الداخلي.
تعزيز الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لوقف سياساتها التوسعية والعدوانية.
  • الخاتمة:
تشير الورقة إلى أن الاتصالات الخارجية التي تجريها حماس تشكل تحديًا للموقف الفلسطيني وتزيد من تعقيد المشهد السياسي الداخلي والخارجي. وفي ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، يبقى الخيار الأفضل هو تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة بدلاً من تشتيت الصفوف والانخراط في مفاوضات قد تضعف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.
 
calendar_month12/03/2025 11:52 am