
الحياة برس - تواصل مصر جهودها الدبلوماسية المكثفة لإعادة التهدئة إلى قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ استئنافها في 18 مارس الماضي، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
وأفادت مصادر مطلعة بأن القاهرة قدّمت مقترحاً جديداً يجمع بين بنود وافقت عليها حركة حماس وما تطالب به إسرائيل، في محاولة لرأب الصدع والتوصل إلى صيغة متوازنة تُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفي ظل سيل من التكهنات حول مضمون هذا المقترح، نفى مصدر فلسطيني مطلع في تصريح لقناتي "العربية" و"الحدث" ما يتم تداوله إعلامياً حول تقديم القاهرة عرضاً مباشراً لحماس، مؤكداً أن تلك الأنباء "عارية تماماً عن الصحة".
وأشار المصدر إلى أن حركة حماس أبدت مرونة غير مسبوقة فيما يتعلق بـ"ترتيبات اليوم التالي" للحرب، بما يشمل دور السلطة الفلسطينية، مضيفاً أن وفداً من حركة فتح لا يزال يعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين لمناقشة آليات تولي حكومة فلسطينية الإشراف على لجنة تتولى إدارة القطاع بعد انتهاء العدوان.
كما أكد المصدر أن المقترح المصري يحاول الموازنة بين شروط الطرفين، ويستند إلى ما يُعرف بـ"اليوم التالي" الذي يشمل إعادة إعمار القطاع، وترتيبات أمنية وإدارية تشمل إشرافاً دولياً وفلسطينياً.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب غداً الاثنين. وتكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة، خصوصاً بعد اتصال هاتفي جرى بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء الماضي، وُضع خلاله ملف غزة وعودة الأسرى على طاولة النقاش.
يُذكر أن إسرائيل ترفض حتى اللحظة تسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وتشترط نزع سلاح حماس وخروج قادتها من القطاع، وهي مطالب تعتبرها الحركة "خطوطاً حمراء" لا يمكن القبول بها.