الحياة برس - أفادت صحيفة نيويورك تايمز بتفاصيل جديدة حول المفاوضات التي قادها مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بويلر، مع حركة حماس في محاولة لإطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر اسير أمريكي في قطاع غزة. 
كانت تلك المفاوضات جزءًا من مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإتمام اتفاق يتيح له الإعلان عن نجاحه في إطلاق سراح الاسرى خلال خطابه أمام الكونغرس في الرابع من مارس، إلا أن المفاوضات لم تثمر عن اتفاق قبل الموعد المحدد.

وبحسب التقرير، فقد جرت ثلاث لقاءات بين مسؤولين أمريكيين وحماس في الدوحة خلال مارس/آذار، والتي كانت بمثابة تحول في السياسة الأمريكية التي طالما حظرت أي تواصل مع حركة حماس. ومع استمرار المحادثات، أصبحت الفجوة بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية واضحة، حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدمًا في التفاوض ما لم يتم تجريد حماس من قدراتها العسكرية.

في أول يوم للاجتماع، تم بعد وجبة الافطار في شهر رمضان، ورحب ثلاثة من كبار حماس بالموفد الأمريكي، داخل مبنى في قطر يحتوي على جدارية كبيرة للمسجد الأقصى، وصورة لإسماعيل هنية، وتم مناقشة أهمية الاجتماع الثنائي والطبيعة التاريخية والسياسية له، وتناولوا الكنافة وشربوا عصير البرتقال الطازج وتناقشوا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالإضافة لهجوم 7 أكتوبر.

قادة حماس الذين شاركوا في المفاوضات هم طاهر النونو، وباسم نعيم، وأسامة حمدان، وحاول النونو التوضيح للوفد الأمريكي أن الفلسطينيون يريدون تحقيق الحرية التي تدعمها أمريكا وتقدسها، وبعد يومين من الإجتماع الأول التقى بولر مع خليل الحية كبير مفاوضي حماس، وقال الحية أن الحركة كانت تطلب الافراج عن 500 أسير مقابل الأسير ألكسندر، ولكن كبادرة حسن نية تطلب الآن الافراج عن 250 أسير فقط، منهم 100 أسير من أصحاب المؤبدات.

هذا الأمر لم يلقَ قبولًا من الجانب الأمريكي. وفي حين قبل بويلر في وقت لاحق تقديم 100 سجين فلسطيني مقابل ألكسندر، إلا أن المقترحات لم تتم بالتنسيق مع إسرائيل، وهو ما أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتبروا هذا الأمر خطوة غير مرحب بها.

في ذات الوقت كان بويلر على تواصل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وقبل الاجتماع الثالث والأخير مع الحركة في 5 مارس، قرر الأمريكيون أن يقبلوا بالافراج عن 100 اسير مقابل ألكسندر بالإضافة لاطلاق سراح النساء والأطفال مقابل جثامين الأسرى الأمريكيين الأربعة، واستئناف ادخال المساعدات والدخول في محادثات بشأن المرحلة الثانية، ولكن الحية قال أن العدد قليل والحركة لن تقبل بذلك، 

وحول رؤية حماس لمستقبل غزة، عرض الحية على الأمريكيين وقف اطلاق للنار لمدة تتراوح ما بين خمسة الى 10 سنوات، وستقوم خلال تلك الفترة بالتخلي عن سلاحها.
بالإضافة إلى طلب حماس الإفراج عن رؤساء مؤسسة "هوليلاند" من تكساس المعتقلين منذ نحو 10 سنوات بتهمة تحويل الأموال للحركة، وفي نهاية اللقاء قال بويلر للحية أن هذا العرض الأمريكي هو النهائي وفي حال رفضه سيتم سحبه عن الطاولة، وهنا رفض الحية العرض.

وبعد أسبوع عادت الحركة وأصدرت بياناً تقبل فيه ابرام صفقة حول ألكسندر والأمريكيين الأربعة، وفق عرض مشابه للعرض الأمريكي الذي تم رفضه بالبداية، ولكن كان الوقت متأخراً، وجاء ويتكوف ليطلب من الحركة الموافقة على اطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى الأحياء دون التزام بانهاء الحرب ورفضت حماس ذلك، وبعدها جدد الاحتلال عدوانه.

calendar_month10/04/2025 04:16 pm