
لقد مضي أكثر من واحد وثلاثون عامًا، على إعلان وثيقة استقلال لدولة فلسطين، حينما وقف الرئيس الفلسطيني الشهيد أبو عمار- ياسر عرفات يصدح من على أعلى منبر قاعة قصر الصنوبر في قلب العاصمة الجزائرية، متحديًا الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، وصادحًا بمقولته الشهيرة: "إن المجلس الوطني الفلسطيني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين، على جميع الأراضي الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف"؛ ومن يومها يتم إحياء ذكرى إعلان الدولة الفلسطينية أو يوم الاستقلال الفلسطيني يوم 15 نوفمبر من كل عام، حيث يُحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى إعلان الاستقلال، والتي نتج عنهُ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من الضفة، واعتراف ما يقارب 140 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين؛ كما تعترف الأمم المتحدة بدولة فلسطين؛ تطل علينا الذكري ونحن نعيش اليوم ظروفاً محلية فلسطينية، وعربية إقليمية وعالمية أكثر تعقيداً وصعوبة؛ وإن ارتباط ذكرى استشهاد الراحل أبو عمار وإعلان استقلال دولة فلسطين يحمل رمزية، ودلالات لا تنفصل عن بعضها البعض فالقائد أبو عمار مفجر الثورة الفلسطينية وقاد معركة النضال والصمود وإعادة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية والجغرافية وإعلان الاستقلال سُّطّر بنضالات شعبنا وصمودهم وشلال الدماء النازفة من الشهداء، والجرحى، ومن أهات الأسري الأبطال في سجون الاحتلال وعلي الرغم أن فلسطين لاتزال تقبع تحت نير الاحتلال الصهيوني الغاشم، إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال صامداً، ويقاوم ضد الاحتلال حتي نيل الحرية والاستقلال وتحرير الأرض الفلسطينية من دنس الاحتلال الغاشم، ولكننا بحاجة ماسة إلي توحيد الصفوف ورفض كل محاولات تصفية القضية، كما رفضنا صفقة العهر "القرن" الصهيو أمريكية، من قبل ذلك؛ كما يجب علينا جميعًا الذهاب فورًا لتحقيق المصالحة، والوحدة الوطنية، ورفض كل الحلول المجزئة، والمشبوهة التي تحاول استدامة الانقسام وفصل غزة، أو قيام كيان في غزة، دون كل فلسطين!.
فلا تمكين لنا ولا نصر إلا بالوحدة الوطنية، والإسلامية، وإنهاء الأنقسام البغيض، وسوف تفشل كل ومشاريع التطبيع وكذلك محاولات الفصل بين شطري الوطن الواحد..
عاشت الذكري، وفجر الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال قادم لا محالةـ يرونه بعيداً ونراهُ قريباً وإننا لصادقون، وقريبًا بإذن الله سوف سيزول وينكسر العدو الصهيوني، ويكون مصيره تحت الاحذية والنعال.
المفكر العربي والإسلامي
الأديب والشاعر، الكاتب الصحفي، والأستاذ الجامعي غير المتفرغ وعضو نقابة اتحاد كتاب مصر.
أ.د.جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل