اليوم تتعرض القضية الوطنية الفلسطينية لهجوم كبير يشنه أعداء الوطن من أقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف لا سيما أعضاء حزب القوة اليهودية المشاركين في إئتلاف حكومة النتن ياهو ،الثلاثي المجرم : "بنجفير-سموتريتش-فاسرولاف"
كل يوم تتضح لنا ماهية الأفكار التي يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي استطاع أن يُشكّل حكومة مستوطنين تفوح منها رائحة الحقد والكراهية تجاه الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص أعضاء حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه المجرم ايتمار بنجفير ،سيما التصريحات الخطيرة التي تفوح منها رائحة العنصرية والأبرتهايد التي أدلى بها اليوم عضو حزبه المجرم سموتريتش حيث أنكر وجود الشعب الفلسطيني وأنكر ثقافته وتاريخه وحضارته على هذه الأرض التي لو تحدث ترابها لقال أنها أرض الكنعانيين الأحرار وأن هذا الشعب الفلسطيني هو امتداد لأولئك الكنعانين المتجذرين بالأرض 
 هو نفسه سموتريتش الذي دعى غلاة المستوطنين لممارسة شهوتهم الإجرامية بإحراق حوارة والتخلص من سكانها العرب في تلك الليلة التي تعرضت فيها حوارة لهلوكست نفذها المستوطنين الداعشيين بحماية جيش الإحتلال ،واليوم أيضاً يأمر بنجفير قوات الإحتلال الإسرائيلي من جيش وشرطة بإغلاق مكاتب ومقرات الشركة الإعلامية التي تعمل كوكيل لتلفزيون فلسطين في القدس المحتلة ،وهذه الشركة حسب معرفتي تغذى التلفزيون الوطني ليصدح صوت فلسطين عالياً من داخل العاصمة الفلسطينية المقدسة ليعري الوجه القبيح لهذا الإحتلال المجرم ويفضح ممارساته عبر الرسالة الإعلامية الوطنية الموجهة للعالم وبالطبع هذه الخطوة التي أقدم عليها بنجفير ليست وليدة اللحظة بل سبقتها قبل ذلك خطوات منذ بداية الألفية الثانية كان بدايتها إغلاق التلفزيون ومقراته عام 2000 عندما أقدم الإحتلال على إغلاق بيت الشرق الفلسطيني الذي كان يمثل إلى جانب التلفزيون الوطني السيادة الوطنية الفلسطينية في المدينة المقدسة وفي الداخل المحتل حيث كان لبيت الشرق رمزيته الوطنية والتاريخية التي إكتسبها طيلة مسيرة التحرر الوطني لا سيما أنه إرث عائلة الحسيني هذه العائلة المناضلة التي اقترن اسمها بالمقاومة الفلسطينية وكذلك كان مقر "م ت ف" منذ 1980 حتى 1990 ولا ننسى الصور المنقوشة بذاكرتنا الوطنية عندما كان يرفرف على ساريته علم فلسطين الذي تم إنزاله وإستبداله بعلم الإحتلال بعد إغلاقه وكأنهم يقولون لا وجود للموقف الرسمي الفلسطيني ولا للرمزية الفلسطينية على أرض القدس العربية
 وها هم أمامنا يحاولون سباق الزمن لإحداث تغييرات في مدينة القدس تهدف إلى تهويدها وأسرلة مناهجها العربية والفلسطينية من خلال فرض منهاج إسرائيلي عنصري بديلاً عن المنهاج العربي الفلسطيني ومحاولات تزييف الرواية الحقيقية الفلسطينية بطمسها وسلخها من تلك المناهج والتنظير للرواية الصهيونية المكذوبة بكل تفاصيلها ،إضافة إلى تغيير واقع المدينة المقدسة بالوصول إلى خطة محكمة تهدف الوصول إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن ....

كل هذه المخططات والإستهدافات تحدث على الأرض الفلسطينية وكم هو مخجل عندما نجدها تتساوق وتتقاطع وتلتقيى تماماً مع البربغندا التضليلية التي يمارسها الخصوم السياسيين والمعارضين اللذين دعوني اصفهم بالمبرمجين من أعداء الداخل والمناكفين اللذين بات شغلهم الشاغل تنفيذ أجندات غير وطنية وغير دينية وغير أخلاقية وقبل كل ذلك غير فلسطينيية في مهاجمة السلطة الوطنية الفلسطينية وشرعيتها والنيل من سمعة المشروع الوطني الفلسطيني بتشويه صورة المؤسسة الأمنية الفلسطينية وتخوين منتسبيها من جنود وضباط صف وضباط كل يوم تروي دمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن المكلوم ويرتقي منهم شهداء الواجب الوطني وينزف منهم الجرحى ومنهم من يتعرضون للأسر والمطاردة والإغتيال
كان من باب أولى أن تكون تلك البربغندا موجهة ضد الإحتلال الذي يحاول تزوير تاريخنا وهويتنا السياسية كان أولى عليهم مجابهة أقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف وإفشال حكومة المستوطنين ومقاومة الإستيطان وجدار الفصل العنصري ورفض المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية ،كان لزاماً أن ينتهي هذا الانقسام المسخ لأن معركتنا مع هذا الإحتلال طويلة وكما قال أمين اللجنة الشعبية أخي وصديقي أبو المعتصم الشيوخي لن ننزل عن الجبل ولن تسقط راية الحرية والتحرر الوطني نعم يجب وأن تتوحد الجغرافيا والسياسة والإستراتجية خلف القيادة السياسية الفلسطينية وكشف الغطاء التنظيمي والرسمي عن المستترين بالوطنية والدين وينخرون كالسوس في الجسد الفلسطيني وإلا سيتم تصفية قضيتنا وتاريخنا وهويتنا السياسية أمام أعيننا وسنقلع أعيننا بأيدينا من شدة الندم في يوم لا ينفع الندم .
calendar_month21/03/2023 02:37 pm