هو يوم إثبات الوجود الفلسطيني الفعلي على الأرض، هوالوجود بالفعل، والوجود بالقوة . يوم الأرض مأثرة هامة من مآثر شعبنا العربي الفلسطيني والشخصية الفلسطينية الرافضة للانتزاع القسري . والاقلاع من الأرض والتاريخ والثقافة والفكر . والمتنافسة في صناعة ذرى المجد ، متحدّية أعتى نظم الأبرتهايد والتميز العنصري في العالم . وعلى الرغم من صناعته التمييزية للكانتونات . تحقيقاً للمعنى الوجودي النابع من رحم الأرض الفلسطينية الطاهرة ، أرض الحضارات الإنسانية ومهدها ، ومهبط الرسالات السماوية . وفي المقابل ينطلق من سواهم من الموجودين بالفعل في تعمير الأرض، وتطوير أساليب الحياة وبناء الإنسان والعقل الفلسطيني الفاعل النضر ، بل وفي تزويد تلك الفئة الموجودة بالقوة بما يعارضون به جهود هؤلاء من وسائل . أي أنّ الفئة الموجودة بالقوة لم تبتكر حتى وسائل نقدها للآخرين على الإطلاق. شعبنا العربي الفلسطيني الحر يتنافس في صناعة ذرى المجد، ويتحدى نفسه في كل مرحلةٍ من مراحل نضاله التاريخي ، لا يلتفت لما مضى من ظلمٍ وقهرٍ وآلام ، إلاَّ من أجل أخذ العبرة منه، والقفز إلى منطلقاتٍ جديدةٍ لنتفادى فيها المنعطفات الخطرة كالتي مررنا بها. حياة الفلسطيني لا تتوقف، على الرغم من القتل والدمار والاضطهاد وليأخذ أصحاب الشكوك والعيون في مؤخرة الرؤوس تأملاتٍ ونظراتٍ طويلةٍ إلى الخلف. وقد آمن بها أصحاب النظر إلى الأمام، وصنعوا منها أداة تفاؤل وسعادة لمجتمعاتهم. سنبقى نحن الفلسطينيون جديرون بالحياة على الرغم من التهاوي وعبث العابثين والفاسدين . وستبقى راية فلسطين مرفوعة ما دام زيت زيتونها يضيء .
يوم الأرض الفلسطيني هو يوم الانتفاضة الوطنية العارمة والشاملة التي تفجرت في يوم ٣٠ آذار ١٩٧٦ على شكل اضراب عام وشامل ومظاهرات شعبية عمت جميع القرى والمدن والبلدات والتجمعات العربية في فلسطين المحتلة منذ عام ١٩٤٨ م احتجاجا على العسف والاضطهاد والقمع الصهيوني وسياسة التمييز العنصري ( الأبرتهايد ) ومصادرة بل سرقة مساحات ساشعة من الأراضي الفلسطينية من خلال سياسات حكومات الكيان الصهيوني المتعصّب التي تمارسها سلطات الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني الصامدين على أرض الوطن منذ عام ١٩٤٨ م وتحاول سلطات الاحتلال الصهيوني اقتلاعهم من أراضيهم وتمزيقهم إلى مجموعاتٍ صغيرة منعزلة والتضييق عليهم بمختلف الوسائل والأساليب القمعية والإجراءات البشعة . وقد شارك في أحداث يوم الأرض الفلسطيني الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام ١٩٧٦ م . وبذلك أصبح يوم الأرض مناسبةً وطنيةً فلسطينيةً وعربيةً ورمزاً لوحدة شعبنا العربي الفلسطيني التي لم تقل منها كل عوامل القهر الظلم والاضطهاد وسنوات الغربة والتمزق.