أكد الدليمي أنه كان يعمل كوسيط بين صدام حسين وقادة المقاومة العراقية، بما في ذلك بعض قادة الجيش العراقي. كان يقدم المعلومات بشكل مشفر خلال لقاءاتهم خلال جلسات المحاكمة. وأضاف أن صدام حسين كان يملك معرفة تفصيلية بنشاط المقاومة العراقية وكيفية عملها وقيادتها، وكان في بعض الأحيان يوجه رسائله وتعليماته لهم أثناء الجلسات العلنية بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
وأوضح الدليمي أن معظم هذه الرسائل كانت تمر بشكل مشفر وسري، وكان يستخدم بعض المصطلحات التي تحثهم على الصمود والمقاومة. كان يشير إلى "القوات المسلحة المجاهدة" وغيرها من المصطلحات الأخرى بطرق معلنة وسرية.
وأكد الدليمي أن صدام حسين كان يمتلك معلومات حول نية الولايات المتحدة تقسيم العراق، ولذلك كان ينقل هذه الرسائل إلى الشعب العراقي بشكل عام ويتواصل مع بعض فصائل المقاومة العراقية أثناء فترة احتجازه. حتى وصل الأمر إلى أنهم استشاروه في بعض الأمور عبر جلسات المحاكمة أو من خلاله.
وتناول البرنامج في أربع حلقات مقابلات مع الدكتور خليل الدليمي، حيث تحدث عن أهم ما سمعه من صدام حسين في السجن وأثناء المحاكمة. وكشف أنه أجرى 144 لقاءً مع صدام، وأطول لقاء استمر لمدة 6 ساعات، حيث كشف له الكثير من الأسرار، بما في ذلك رفض صدام عرضًا أميركيًا لتحريره مقابل التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد.
كان دور الدليمي ليس فقط الدفاع عن صدام، بل أيضًا تبادل المعلومات بطرق مشفرة، حتى أنه كان يفعل ذلك أمام ضباط المخابرات الأميركية في بعض الأحيان، سواءً خلال مرافعاته في جلسات المحاكمة أو غيرها.
وفي إحدى الحلقات، نقل الدليمي رد صدام حسين على المزاعم بأن لديه أكثر من شبيه، حيث أبدى شكوكه في أن الشخص الذي يقابله هو صدام حسين الحقيقي وليس شبيهه.