
منذ منتصف مايو، شهدت المدينة اشتباكات مستمرة وفوضى أمنية وأعمال نهب وتدمير وانتهاكات لحقوق الإنسان، مما أثار الرعب في قلوب السكان المحليين. بالإضافة إلى زيادة أعداد النازحين الذين يتجهون للخروج من الحدود، اضطر العديد من الأطفال إلى النزوح إلى مدن وقرى أخرى، أو اللجوء إلى المساجد والمدارس في المناطق ذات المخاطر المنخفضة.
أفادت الناشطة المجتمعية منال ابكيرو أن المساجد في مدينة الجنينة أصبحت مكتظة بالأطفال وكبار السن والنساء الذين فروا من مناطق الصراع، ويعانون من ظروف صعبة للغاية حيث لا يجدون طعامًا أو شرابًا.
شملت أعمال النهب العديد من أحياء المدينة، خاصة الأحياء الجنوبية، وامتدت لتشمل مقرات المنظمات ومخازن المساعدات والمستشفيات والمرافق العامة. تعرضت جميع المؤسسات الصحية ومراكز الشرطة والنيابة والقضاء للتدمير. تشهد المدينة نقصًا حادًا في الكهرباء والاتصالات ووسائل النقل.
أكد الناشط المجتمعي علي هارون أن الأوضاع الإنسانية في المنطقة تتدهور بشكل كبير، حيث تم إغلاق الطرق المؤدية إلى الأسواق والمراكز الصحية القليلة المتاحة هناك. وأشار هارون إلى وقوع أعمال واسعة من النهب والحرق.
وصفت الهيئة النقابية لأطباء الولاية ما يحدث في مدينة الجنينة بأنه إبادة واستباحة تنتهك جميع الحقوق والقيم والتقاليد. ودعت المؤسسات المدنية والإنسانية المحلية والدولية إلى تقديم المساعدة للمتضررين.
تأتي هذه الأحداث في ظل حالة احتقان أمني وقبلي كبيرة في عدة مناطق في إقليم دارفور، وفي ظل تواجد السلطات المركزية في الخرطوم لمواجهة الحرب المستمرة منذ 7 أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تتزايد حالات العنف وأعمال النهب في العديد من مناطق إقليم دارفور، الذي شهد أطول حرب في القارة الأفريقية منذ عام 2003، وأسفرت عن مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين.
على الرغم من توقيع اتفاقية السلام السودانية في جوبا، عاصمة جنوب السودان، في أكتوبر 2020، إلا أن الأوضاع في دارفور لا تزال تشهد تدهورًا كبيرًا في الأمن والاستقرار. تظهر هذه التحولات بوضوح في الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
بالإضافة إلى انتشار أكثر من مليوني سلاح في المنطقة، فإن تفكك الحركات المسلحة وتكاثرها يثير مخاوف كبيرة ويشكل تهديدًا على جهود تحقيق الاستقرار في المناطق التي شهدت النزاعات المستمرة.
تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 87 حركة مسلحة في السودان، 84 منها في إقليم دارفور وحده.
منذ أكتوبر 2021، تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من 10 مرات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص، بما في ذلك نساء وأطفال، وحرق قرى بأكملها.