تم وصف هذه الحرائق رسميًا بأنها "خارجة عن السيطرة"، ووصلت إلى حد تهديد البنية التحتية في منطقة كيبيك شرقاً.
اندلاع حرائق الغابات أمرٌ شائع في المناطق الغربية من كندا، ولكن انتشرت النيران بشكل سريع هذا العام في الشرق، مما يجعلها بداية الموسم الحراري الأسوأ على الإطلاق.
أسباب تكرار الحرائق في كندا أثارت نقاشًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حول عدم القدرة على السيطرة عليها وتصاعدها، واتهم البعض الحكومة بعدم الالتزام بمعايير السلامة والأمان.
ينفي الباحث الأميركي في الشأن السياسي مهدي عفيفي حسب سكاي نيوز، اتهام الحكومة بالإهمال في هذه القضية، معتبرًا أن تكرار الحرائق في كندا وأمريكا وإفريقيا يعود إلى تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وأوضح عفيفي أن "عندما ترتفع درجة حرارة الأغصان الجافة، تندلع النيران وتنشأ حرائق كبيرة تصعب السيطرة عليها، خاصة في المناطق ذات الجفاف المتزايد، وعلى الرغم من ذلك فإنهم يبذلون قصارى جهدهم".
ويختلف الخبير في العلاقات الدولية محمد اليمني مع عفيفي، مؤكدًا أن الحكومة الكندية تتسبب في الإهمال والتقصير لسببين، حيث قال: "في المقام الأول، ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد بين 10 و 20 حريقًا سنويًا، مما يستدعي وجود استعدادات".
وأضاف أن السبب الآخر يعود إلى "عدم الالتزام بمعايير السلامة"، مشيرًا إلى أن الحكومة الكندية توظف موظفين ذوي وبدون خبرة في مجال السلامة والأمان.
أعلن وزير الاستعداد لحالات الطوارئ بيل بلير رسميًا أن حوالي 9.4 مليون فدان من الأراضي قد احترقت، وهذا يعادل ما يزيد قليلاً عن متوسط الحرائق خلال 10 سنوات.
ووفقًا للأرقام المروعة، توجد حاليًا 414 حريقًا نشطًا في مختلف أنحاء البلاد، ومن بينها 239 حريقًا مصنفة على أنها خارجة عن السيطرة، ويشهد "التأثير المستمر على البنية التحتية الحيوية في منطقة كيبيك، مثل إغلاق الطرق والمناطق الريفية وانقطاع الاتصالات، وتهديد خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي بسبب تصاعد الحرائق".
انتشار مخاطر الحرائق وتأثيرها امتد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأثرت بعض مناطقها، وخاصة في نيويورك، بتلوث الهواء نتيجة الدخان الناجم عن الحرائق.
عفيفي يعلق على ذلك قائلاً: "هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها نيويورك لتلوث جوي منذ فترة طويلة، حيث تم إغلاق المباني الحكومية والمدارس، وتم تحجيم حركة السكان".
من جهته، يشير اليمني إلى معاناة الولايات المتحدة من حرائق في كندا، ويشدد على أن الحكومة الكندية يجب أن تجد حلاً لهذه الحرائق.
وفي مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الأربعاء، عرض بايدن مساعدة الولايات المتحدة في إخماد الحرائق المدمرة والتاريخية التي تجتاح كندا، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
وذكرت البيانات الرسمية أن بايدن "أمر فريقه بتوفير جميع الإمكانات الفدرالية المتاحة لمكافحة الحرائق، والتي يمكن أن تساعد بسرعة في السيطرة على الحرائق التي تؤثر على المجتمعات في كندا والولايات المتحدة".