الحياة برس - سنتكلم في هذا المقال عن النساء اللواتي لا يبادرن بطلب العلاقة الحميمة من أزواجهن عندما يشعرن برغبة في ذلك، ولا يتفاعلن مع أزواجهن أثناء العلاقة الحميمة، ويقمن بقمع رغباتهن، ويكتفين بالصمت والجمود.

عدم تفاعل الزوجة مع زوجها أثناء العلاقة الحميمة:

وبقاءها في وضع سلبي وحالة جمود وكأنها تقوم بواجب، وشعور زوجها بأنه يجري عملية مكانية (جسد بلا روح)، وذلك لأن العلاقة الحميمة عند المرأة موضوع مغلف بالكثير من الغموض والخجل والمعلومات المتضاربة والمغلوطة والأفكار النمطية، وهذه الأمور تجعل المرأة في حيرة وضياع، وجمود المرأة يدخل الزوج بحالة من الحيرة والقلق، فلا يفهم ما الذي يحدث؟ ولماذا يحدث؟
إن السبب الرئيسي وراء سلبية الزوجة أثناء العلاقة الحميمة مع زوجها هو الزوج نفسه ومن ثم المجتمع والتقاليد البالية، حيث يقع قسم كبير من مسؤولية جمود الزوجة على الزوج لأنه لا يستطيع التحاور مع زوجته بالشكل الذي يشعرها بالثقة والطمأنينة.
ومن خلال معرفة الزوجة بعقلية زوجها، تعلم أنها إذا تصرفت معه بجرأة وحرية، وأطلقت العنان لجسدها، وكأنها فرس جامح، لا أحد يستطيع ترويضها، فإن هذه الجرأة ستحرك في نفس الزوج الشكوك بأن لديها تجربة جنسية سابقة أو تجارب جنسية كثيرة (عاهرة)، وإن أدخلت نفسها بهذه الدوامة من الشكوك والاتهامات فإنها لن تخرج منها إلا بالطلاق، وربما يكون الطلاق مع فضيحة.
الرجال بشكل عام يفضلون الشريكة الجنسية الفاسقة والفاجرة بالجنس، في حين أنهم لا يكونوا راضين مع الشريكة المحترمة، وبنفس الوقت لا يتقبلون هكذا فُحش من زوجاتهم، حيث ينظرون إليهن كنساء طاهرات، وأمهات صالحات لأولادهم، لذا يميل أغلب الرجال إلى العلاقة الحميمة الفاسقة مع صاحبة خارج العلاقة الزوجية، حيث تكون المتعة كبيرة والحرية واسعة لكلا الطرفين في عمل ما يحلو لهما.
وكما قال ابن سيرين: "ألذ النكاح أفحشه"، وقال الأحنف في هذا الصدد: "إذا أردتم الحظوة عند النساء فافحشوا النكاح، وأحسنوا الخلق" هذا يؤكد ما قلناه سابقاً.
ولكن كيف للمرأة التي تعاني من القيود الاجتماعية والكبت والتقاليد البالية، أن تتفاعل مع زوجها أثناء العلاقة الحميمة، لذا تنتهز المرأة أقرب فرصة للبوح برغباتها أمام أي صديقة سوى الزوج.
الدراسات أشارت إلى أن 75% من الأحاديث بين النساء تدور حول العلاقة الحميمة وأمور متعلقة بها، أما باقي الأحاديث فتكون عن الآخرين.
تتشارك المرأة مع صديقاتها التجارب والخيبات والنصائح لكيفية التمتع بالعلاقة الحميمة مع الزوج، وهذا الأ
مر يضعها في حال من الضياع لما للأمر من خصوصية واختلاف من شخص لآخر، وهذه الأحاديث والنقاشات كان من المفترض أن تكون مع الزوج لا الصديقات. فتظن المرأة أنها لا يمكنها أن تتعامل مع جسدها بحرية معه، ويظن الزوج أنها باردة جنسياً.
طبعاً للأهل والعادات والتقاليد الاجتماعية دور كبير في هذا الموضوع، لأن تعاليم الأهل تكرّس هذا الجمود والبرود، ومعظم أفكار المجتمع تركز على المبالغة بالتطهر، مما يجعل المرأة عاجزة عن التوفيق بين الجنس والطهارة. وبالتالي لا تستطيع المرأة القيام بالتواصل الجنسي بشكل صحيح مع زوجها.
بل ستترك لزوجها سلطة تعليمها وإرشادها إلى جسدها (وهذا أمر مستحيل بالطبع) فلا يعرف جسدها ولذّاته سواها، ليصبح التواصل الجنسي عالماً يحيطه الغموض فتبدأ هي بالكذب والتظاهر بالنشوة والسعادة، في حين يصل الزوج إلى الرتابة والملل وربّما إلى الخيانة.

علاج المشكلة

ويتمثل علاج هذه المشكلة بتوضيح مجموعة من الحقائق لا ينبغي أن تغيب عن عقل المرأة، كي تتبدد أوهامها عن الطُهر والدناسة، فالعلاقة الحميمة لا تُدنس الإنسان، والتعبير عن الحب واللذة ليس انتقاصًا للزوجة، وإنّ الغاية من العلاقة الحميمة هو أن يكون الإنسان عاريًا، تلقائيًا، شغوفًا ومُتشوقًا، لكي يصل إلى أقصى متعة ممكنة.
إن حوار الزوجين مع بعضهما البعض بشكل مباشر وصريح، وتجنب اللف والدوران، وتجنب الإنكار والتجاهل للمشاكل والرغبات، هي عوامل أساسية تضمن نجاح العلاقة بين الزوجين واستمرارها بشكل صحي وممتع لكلٍ منهما، فلا ينبغي أن يلجأ أحدهما للكبت والمعاناة أو للخيانة لخجله من مُصارحة زوجه برغباته وعلاج مشاكلهما، فيجب حل المشكلة كي يستطيعا عيش حياتهما بشكل طبيعي.
ومسألة استمتاع المرأة بالجنس والتفاعل مع زوجها، لها علاقة مباشرة بثقتها بنفسها واستقلاليتها وقدرتها على حماية ذاتها من أي محاولة استغلال لجسدها وفكرها ومشاعرها. فلا يمكن لأي امرأة أن تقيم علاقة صحية مع زوجها ما لم تكن متصالحة مع نفسها وجسدها ورغباتها، والتصالح يعني أن تستطيع الزوجة الحديث عن أي أمر بحرية دون اللجوء إلى مفردات مبهمة أو غير علمية، بهدف كسر الحذر والخوف الذي ما زال يلف اللذّة الجنسية لدى المرأة.
مسألة استمتاع المرأة بالجنس تعتمد أيضاً على مقدار ثقافتها في هذا المجال، وعلى مدى ارادتها الاستمتاع بالجنس، ومواجهة المشكلات، وإيجاد الحلول لها، بكل ثقة وجرأة، فلا يمكن أن نحمل الرجل المسؤولية كاملة، بل على الشريكين مساعدة بعضهما البعض في تحمل المسؤولية، والوصول بالعلاقة إلى أقصى درجات الانسجام والمتعة.
وأخيراً حتى تستمتع المرأة بالجنس وتظهر رغباتها بكل جرأة، وتعبر بكل تفاصيل جسدها وروحها عن الحب والجنون، وتغوص بعيداً في عالم اللذة، فهي بحاجة إلى:
1. ثقافة جنسية صحيحة، وإجابات حقيقية عن كل الأسئلة التي تشغل بالها. لذا عليها أن تبحث وتقرأ وتسأل.
2. أن تتحمل مسؤولية تجاه هذا الموضوع، وأن تساعد شريكها في التحدث عن المشاكل الجنسية بشكل واضح وصريح، وأن تساعد أيضاً في إيجاد الحلول.
3. ثقة عالية بالنفس، وأن تعرف أنها من حقها الاستمتاع بجسدها وجسد زوجها لأقصى درجات المتعة.
4. شريك قوي وجريء وموثوق وخبير، يساعدها في تحدي ذاتها، واستكشاف رغبات جسدها، وإظهار الجانب الآخر من أنوثتها.
وعندما يحدث هذا، فإن الزوجة ستبادر في العلاقة الحميمة، وستبهر زوجها وتبهر نفسها بشلال المتعة والحب الذي يغمر جسديهما.
calendar_month24/07/2023 12:13 am