يجب أن لا تفقدوا الأمل، بِرغم الصِّعُاب، والشدائِّد، والألم الأليم المُلم بِكُمْ أشد إلمام، فكم سال منكمُ الدمعِ، والقلبُ مهموم، ومغَموم، و ينزف منهُ الدمِ، وكَم تجرُعتمُ المُرِ، والعَلقَمُ؛ وأصَابَتِّكُمْ السِهَام، والسقَمْ، والسَامُ، وزادَ الألم المؤلم أشد الإيلام!؛ وإن هذا الكلام ليس عَام، لأنهُ لن يستوعبهُ كل العوام، أو من نام!؛ وإنما هذا الكلام لعالي الهمة، والمقام، من أصحابِ الهمم التي تعلو فوق القمم، من بين الشعوب، والأمم، ممن آمن، و لملم جراحهُ، وصلى، وصبر، وحَلُمْ وصام، وقام، ولم يسخط أو يلوُم الخالقِ العليم الحكيم؛ فالدنيا لن تدوم لأحد، إلا للفردِ الواحدِ الصمد العزيز الحكيم، الحي القيوم؛ فَسَلامٌ عليكم يا من أمنتُم، وصبرتمُ وتحملتم وشكرتم وحَمدتُم خالقكم ورازقكم وراحمكم؛ وتراحمتم وفي عمل الخير، وجبر الخواطر سارعتم وتزاحمتم. وعلى الرغم من الألم الأليم المؤلم تَبسَمَتُم، وضحكتم، ووحَدتُم، وسبحتم، وكبرتمْ، وهللتم وعظمتُم خالقكم، ومولاكم، ورازقكم، وراحمكم، ورضِّيتُم،، فَسَلِّمْتُم، وغنِمتُم، وعشتم، وبوركتُم وجزاكم بما صبرتم جناتٍ، ونَعيم، مُقيِم، فِنعمِ عُقبى الدار لكم؛ وذلكم لأنكم أمنتم بِقلوبِكم وبِلسانكم، وداومتم على الصلاةِ، والاستغفار أيام، وأيام، وشهور، وأعوام، وأعوام، رغم كثرة المحن، وبحرٍ من الألآم، من بعض الحُكامٍ النيامٍ اللِئَام!؛ ممن ذبحوا الشعوب، وقتلوا الحَمَامْ وحُلم السلام، وحاربوا المسلمين، والإسلام!؛ ولكنكم رغم ذلك الوضع العقيم ما سئمتُم، ولا عَجَزتم، ولا ساء ظنُكم بِربِكم، وما مللتُم عن شُكر خالقِكم، وكُنتم إن زللتم استغفرتُم، وأنَبْتُمَ ورجِعتم؛ وكنتم وما زلتم للخير مَقَيلُكم، ومقالكم، وسَيركُم، ومَسِّيرتكم، ولذلك لما أبحرتُم وسافرتم سُرِرتُمْ، ولبر الأمان وصلتم، فكان سعيكم مشكورًا حيثما كُنتم؛ فحفظكم ربكم ورعاكم وعسلكم، وجملكم، وأبقاكم، وحياكم، وبياكم، وحباكم بمحبتهِ، ورضى عنكم وأرضاكم وعافاكم، وآواكم؛ وشفى مرضاكم، وأعلى مقامكم، وأرضاكم، وأدامكم؛ يا من تحملتم، وبالصبر والصلاة، وأحسن الأخلاقِ تَجَملتُم؛ فبُشِّرتُم بالجنة، فجاء لكم فَرج؛ وفرح، فما وهنتم، وما حزنتم، وما ضعفتم؛ ولا استكانت عَزيمتكم، لما اجتهدتُم، وتعلمتُم، فعلِمَتَم، وعملتُم بأنهُ بعد طول الليل؛ وشدة الظلام، لابُد من بزوغ الفجرِ الباسم؛ وبعدما انهزمتم، انتصرتم على عَدوِكم وانكفأت قُدورهم، واقتُلعت خَيامُهم؛؛ فكم من أُممٍ مرت، وكأنهم ما كانوا؛ وكم من ممالك زالت وملوك صالت، وجالت ثُم ماتت، وكم من صَغيرٍ بلغ الحُلم، وتعَلم، وتألم، ثم صار نِعم المُتكَلِم. وكم من كبيرٍ تمتع بالحكمة، والحلم، والعلم، ومن ثَمَ رُدَ إلى أرذلِ العمر، فلم يعُد يعلم من بعدِ علمٍ شيئًا، وكأنه لم يتعلم!؛ فهذه حال الدنيا لا تدوم على حال؛ وهذا هو فصل الكلام. ﷽ ""الۤمۤ ۝١ غُلِبَتِ ٱلرُّومُ ۝٢ فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ، وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ ۝٣ فِی بِضۡعِ سِنِینَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ۝٤ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ""؛ فيا يا أيها المسكين، والفقير، واليتيم، والمهموم، والمغموم، والمتيممُ والمكلوم؛ والمظلوم، أبشر من الرحمانِ الرحيم بِفرحٍ، وفرجٍ قريب، وبزوال الظالمين، ونهاية الظُلم؛ فلا تفقد الأمل من شدة الألم؛ فما بعد العسر، والضيق إلا اليُسَر ِ ، والنِعَم من المُنَعِمْ. 
الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي
الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية
dr.jamalnahel@gmail.com
calendar_month04/08/2023 10:03 am