الروائية الفلسطينية باسله الصبيحي تتألق وتبدع بين السطور في روايتها وحروف كلماتها فكانت مرآة الحروف تنحني لتعانق الشمس وتزداد وهجا وبريقا لتسافر بالقاريء نحو الأفق لتعانق الشمس نهارا والقمر ليلا في رواية مميزة
الشاعرة والإعلامية الفلسطينية باسله الصبيحي فلسطينية مهجرة عاشت في سوريا ولدت والحنين للوطن يكبر معها شيئا فشيئا والان تعيش في المهجر في ألمانيا تحديداً وتعانق نسائم الوطن بطريقتها الرائعة من خلال حروف كلماتها وتتألق في روايتها بعنوان " اغتيال الرحيل "
فكتبت عن المكان والبلاد ،الحدود والفكرة ،القناعة والتردد،الحنين والتعلّق،المأساة والنسيان ، الثبات والانهيار، الضوء والعتمة، الصحراء والبحر، القلم والدفتر، الكلمة والسطر ،الحرف والمعنى، الإحساس والبلادة، الشعور واللاشعور، النصيب والهدف ، اليقين والحلم.
أنا وهي نبحث عن بعضنا واحدة يئست قبل الأخرى .
هذا بوح هويام لتلك التي كان غيابها بمثابة محاولة اغتيال ولكن لم تكن المحاولة الأخيرة في إصدار رواية جديدة بعنوان " اغتيال الرحيل "
هويام المغتربة التي ظنت بأن الرحيل هو الحل الأمثل رغم صعوبة معنى كل حرف به
كانت تلاحق الأمل في كل مكان من مكان لآخر
إلى أن ظنت بأنه ينتظرها خارج الحدود
لذلك أقفلت باب البلاد خلفها تاركه كل شيء لتسير إلى العراء حافية الذاكرة ....
مضت لوحدها تقطع حدود وحدود وهي التي منذ طفولتها لم تسير حتى في شارع القرية بلا مرافق من عائلتها
ايقنت الوحدة والألم والأمل والماضي
وأدركت بأن النفس لها ذاكرة أقوى من ذاكرة العقل
ولكن لم تدرك يوما بأن الواقع سيولد منها شخصية أخرى يجعلها دائما وإياها في صراع
واحدة متشبثة بكل ما تعلمت وخافت منه ومع ذلك للأن متسامحة دافئة رقيقة
والأخرى متمردة قاسية جاحدة جارحة
وما بينهما النفس التي تاهت بين المدن والبلاد...
حاملة قهرا وعتب وفؤاد تبكيه في الصباح والمساء ...
هويام الحقيقة وهويام ابنة الواقع
والسطور ينبت بها الياسمين والحنظل ...
كل ماهنالك بأنه كان رحيل فاغتالوه ...
كتبت الشاعرة والإعلامية الفلسطينية باسله الصبيحي تلك الرواية الجميلة وتألقت وابدعت في نسج حروفها لتجسد واقع شعب كثير منه هو واقع هويام بكل تفاصيلها .
فإن كانت هويام مازالت تتألم فهناك شعب بأكمله يعيش ذلك الألم والكل فينا ينتظر تبديل حروف الكلمة ليتبدل من الألم إلي الأمل ومهما طال الظلم فلابد للأمل أن يحيا من جديد ويعود الي هويام الهيام والأمل الساطع بنور الشمس لينسج ثوب الفرح في رواية جديدة مطلعها المحبة وختامها السعاده
شكرا للروائية الفلسطينية العريقة باسله الصبيحي ودامت حروف كلماتك نبراسا مضيئا وكما حدث اغتيال الرحيل فسوف تحيا العوده ويتجدد الامل من جديد ونحيا معا .
بقلم الشاعر والكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح