في اللقاء الذي جمع وزير خارجية ايران أمير عبد اللهيان في بيروت مع قيادتي حماس والجهاد يوم 31/8/2023 ، اکدت قيادتا الفصيلين على "عدم التراجع عن عمليات المقاومة في الضفة الفسطينية، كأولوية في هذه المرحلة".
إذن لدى حماس والجهاد أولويات تتمثل بمواصلة فعل المقاومة، بدعم إيراني، في مواجهة قوات المستعمرة على ارض الضفة الفلسطينية، وهو حال قواعد حركة فتح الكفاحية وخياراتهم.
ولكن السؤال العميق الذي تجاهلوه و تهربوا منه، هو: ما هي الأولويات لقطاع غزة؟؟ ما هو برنامج حركة حماس في إدارة القطاع وهي تحكمه منفردة منذ قرار" الحسم العسكري " الذي نفذته في حزيران 2007 ، ولا زالت متمسكة بنتائجه وفرضته على أهل غزة الى الآن؟؟.
حركة حماس تعمل على تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة اعتداءات المستعمرة وهجماتها، وهو خيار صائب لعلها تتمكن من الوصول إلى معادلة الردع المتبادل الذي حققه حزب اللة اللبناني بينه وبين قوات المستعمرة الاسرائيلية.
ولكن ما هي أولوية أهالي غزة الذين عانوا الويل والجوع والقهر، بعد أن أذاقوا المستعمرة وقواتها ما فعلوه وارغموا شارون على الرحيل بعد فكفكة قواعد الجيش وإزالة المستوطنات عن قطاع غزة عام 2005، ودفعوا ثمن حملات عدوهم وهجماته المتكررة منذ نهاية 2008، مروراً بكل السنوات الدامية التي مرت عليهم، ولن يكون آخرها عدوان اب اغسطس 2022، و عدوان أيار مايو 2023، ما هي الأولويات الضرورية بالنسبة لهم لتعيد لهم الاعتبار؟؟.
الأولوية المطلوبة من حركة حماس أن توفر الكرامة والشراكة لاهل القطاع في ادارة مؤسساتهم، وحقهم في الاختيار من خلال صناديق الاقتراع، طالما أن الوحدة الوطنية لم تعد مطلبا واقعيا مهما بدا الحديث عنها ضروريا، لأن الاتفاقات والبيانات واللقاءات والواسطات لم تثمر عن أي نتيجة لانهاء الانقسام، وآخرها لقاء العلمين الفلسطيني يوم 30/7/2023 الذي وفر للرئيس الذي فقد ولايته، وفر له "الشرعية السياسية " التي حصل عليها بحضور كافة الفصائل واقرارهم لموقعه ومكانته ورئاسته، ووفر لحركة حماس الإقرار بشراكتها ووجودها وضرورتها.
أولوية حماس، أن تتحمل المسؤولية بإجراء الانتخابات البلدية والنقابات المهنية والعمالية ومجالس طلبة الجامعات في قطاع غزة، أسوة بما تفعله حركة فتح في الضفة الفلسطينية.
استفراد حركة حماس بإدارة قطاع غزة، معابة سياسية تسجل عليها، واتفاقاتها مع المستعمرة عبر "التهدئة الأمنية" لا تقل سوءا عن اتفاقات "التنسيق الأمني" بين رام الله وتل أبيب ، فالمستعمرة عبر اتفاقاتها الثنائية مع كل من رام الله لوحدها، ومع غزة لوحدها من طرف اخر، تهدف إلى تحقيق غرضين هما:
1- توفير الأمن لها . 2-مواصلة الإنقسام الفلسطيني وتغذيته بالتسهيلات المالية والخدماتية التي تمنحها، وتوفر استمرار تفرد حركة حماس بإدارة قطاع غزة، وان يبقى هذا التفرد والتسلط الحمساوي على اهل القطاع؟؟.